ها هو ذا عيد الفطر المبارك قد هل علينا بعد انقضاء شهر الخير والرحمة والبركة، عيد يفرح المسلمون به في أصقاع الدنيا، عيد قد سن الله لنا أن نفرح به، لذا سنفرح بالرغم من الجراح، سنفرح بالرغم من فقد الأحبة والأعزاء، سنفرح امتثالاً وإرضاء لخالقنا. ولقد كانت فرحتي في هذا العيد فرحتين فرحة بأن بلغنا الله شهر الصيام والقيام والرحمة والبركة ثم العيد المبارك، وفرحة أخرى كانت تغمر قلبي غبطة من خلال التطمينات الطيبة والأخبار السارة التي كان ينقلها لي الأصدقاء والأقرباء والأبناء والأحفاد وفي مقدمتهم الشيخ عبدالعزيز بن احمد آل الشيخ مشكوراً عن التقدم الملموس في صحة معالي الدكتور عبدالله بن محمد بن اسحاق آل الشيخ التي تتحسن شهراً بعد شهر ويوماً بعد يوم، وهذا فضل أكرمه الله به وأكرم أولئك المحبين وهم كثيرون... كثيرون أولئك الذين لم يهدأ لسانهم عن التضرع لله تعالى والدعاء بأن يلبس ثوب الصحة والعافية، ولكن لماذا هذا التضرع والدعاء...؟ كل ذلك لأنه اسرهم بتواضعه وبنبله ولم يبخل عليهم بشيء، فقد كان الأب الناصح والأخ المرشد والصديق المخلص، واليه اقول: الكل ينتظر عودتك إلى أرض الوطن لتملأ ذلك الفراغ الواسع الذي تركته ولتكون بطاقة المعايدة مشافهة وليأنسوا برؤية ذاك الرجل الكبير... الكبير بنبله وسجاياه الطيبة وقلبه العامر بالإيمان والصابر على كل هذه الآلام التي نرجو من الله تعالى أن يجعلها رفعا للدرجات. الكل ينتظر تلك الاحاديث الإيمانية والعلمية والفكاهية حيث تنقضي الساعات معها والمرء يظن أنها دقائق أو لحظات. لقد قدمت الكثير الكثير... فهنيئاً لك، قدمت ما بوسعك لوطنك ودينك ويتجلى ذلك في التسهيلات التي كنت تقدمها في بناء بيوت الله في كثير من أرجاء المعمورة، والهم الذي كنت تحمله بين جنبيك في ترجمة المصحف الشريف لتصل معاينه السامية إلى كل عقل يتدبر وإلى كل قلب يتأثر وليستفيد الجميع من هذا النبع الإلهي الذي لا ينضب والذي كلما أكثرت من تلاوته ازدادت معانيه لديك عمقا وحملت في طياتها معجزة. نسأل الله العلي القدير أن يجعل ذلك في موازين أعمالك وأن يجعله لك نورا في آخرتك، وأن نراك قريباً على أرض الوطن بين أهلك وأحبائك وأنت ترفل بأثواب الصحة والعافية- إنه سميع مجيب. *مدارس التربية النموذجية بالرياض