استقرت أسعار النفط الخام امس بعد تقرير متفائل من وكالة الطاقة الدولية وازن التأثير السلبي لانخفاض اليوان الصيني ولبيانات مخيبة للآمال عن الناتج الصناعي في الصين. وسجل اليوان الصيني أدنى مستوى له في أربع سنوات امس بعد أن سمحت بكين له بمزيد من الهبوط من أجل دعم اقتصادها المتعثر بينما جاء الناتج الصناعي للبلاد دون التوقعات. والصين ثاني مستهلك للنفط في العالم بعد الولاياتالمتحدة ومن شأن ضعف اليوان أن يقلص قدرة بكين على شراء الواردات المقومة بالدولار مثل النفط الأمر الذي سيضر بالطلب على الوقود. وقالت وكالة الطاقة الدولية امس إنه رغم أن تباطؤ الطلب من الصين ساعد في خفض أسعار النفط في وقت يزيد فيه المعروض من منتجين كبار في الشرق الأوسط يتسارع نمو الطلب على الخام في أماكن أخرى، وأن اسواق النفط العالمية بدأت في استعادة التوازن إذ حفز انخفاض أسعار الطاقة على زيادة الاستهلاك. وبحلول الساعة 0930 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر مزيج برنت 30 سنتا إلى 49.48 دولارا للبرميل مرتفعا عن أقل سعر له في ستة أشهر الذي بلغه يوم الاثنين عند 48.24 دولارا. وصعد سعر الخام الأميركي 30 سنتا إلى 38.43 دولارا للبرميل، وأمس الاول سجلت العقود الآجلة للخام الأميركي أدنى مستوى لها عند التسوية منذ مارس آذار 2009. من جهة اخرى اعلنت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري امس ان زيادة الطلب على النفط ستستمر في 2015 لتبلغ اسرع وتيرة منذ خمس سنوات مدفوعة بتراجع الاسعار وانتعاش الاقتصاد العالمي. وتتوقع الوكالة ان يرتفع الطلب بمقدار 1,6 مليون برميل يوميا في 2015 مدفوعا بنمو اقتصادي يتعزز، وتراجع اسعار يقود المستهلكين الى استخدام اكبر للوقود. واشارت الوكالة الى انه النمو الاقوى خلال خمس سنوات، رافعة تقديراتها السابقة لنمو الطلب في 2015 بمقدار 260 الف برميل يوميا، كما تتوقع زيادة الطلب في 2016 بمقدار 1,4 برميل يوميا اي بزيادة 410 آلاف برميل عن توقعاتها السابقة. وتحت تأثير فائض العرض من النفط، وخصوصا من منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك"، والدولار القوي خسر سعر برميل النفط المرجعي عشرة دولارات خلال شهر. وانخفض سعر برميل البرنت نفط بحر الشمال الى حوالى 49 دولارا، في مقابل 59 دولارا الشهر الماضي، فيما انخفض سعر برميل الخام الخفيف "لايت سويت كرود" في نيويورك الى حوالي 43 دولارا في مقابل 53 في منتصف يوليو. لكن عملية اعادة التوازن بين العرض والطلب بدأت بشكل واضح، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، حتى لو كان مرجحا ان تمتد في ضوء زيادة العرض التي يجب ان تستمر طوال العام 2016 وتقود الى تراكم مخزونات النفط.