قالت مصادر قريبة من المفاوضات في وقت مبكر أمس الأربعاء إنه جرى الاتفاق على وقف لإطلاق النار لمدة 48 ساعة بين قوات المعارضة السورية من جهة والجيش السوري وحزب الله اللبناني من جهة أخرى في مدينة الزبداني الخاضعة لسيطرة المعارضة وقريتين شيعيتين في محافظة إدلب. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن "انه تم تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار في الزبداني (ريف دمشق)، والفوعة وكفريا (ريف ادلب) في شمال غرب البلاد عند الساعة السادسة صباح أمس" واشار الى ابرام اتفاق بين الطرفين على "وقف لإطلاق النار لمدة 48 ساعة في الزبداني" لافتا الى ان "الاتفاق تم بين مقاتلين من تنظيم احرار الشام ومقاتلين محليين من جهة وايران وحزب الله اللبناني من جهة اخرى". وقال المصدر "جرى الاتفاق على وقف إطلاق النار لكن هناك نقاطا أخرى تستمر المفاوضات بشأنها" ويتضمن وقف إطلاق النار أيضا بلدتي كفريا والفوعة في محافظة إدلب وقد تعرضت البلدتان لهجوم من قبل تحالف جيش الفتح والذي يتضمن أحرار الشام. وقال مصدر مطلع على المحادثات ومقرب من دمشق إن المحادثات تجرى من خلال وسيط، وأضاف المصدر "سيبدأ وقف إطلاق النار وسيجري إجلاء بعض الأشخاص الذين في حالة حرجة، ستتناول المحادثات خطوات أخرى." وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان المحادثات ستستمر بشأن إجلاء المسلحين من الزبداني وإرسال المساعدات الغذائية إلى كفريا والفوعة حيث يخضع آلاف الأشخاص لحصار قوات المعارضة، ولم ترد تقارير بوقوع اشتباكات في الزبداني أو كفريا أو الفوعة بعد بدء سريان الاتفاق. كانت حركة أحرار الشام قالت الأسبوع الماضي إنها تجري محادثات مع وفد إيراني بشأن مدينة الزبداني المحاصرة حيث يقاتل الجيش السوري بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني قوات المعارضة منذ أسابيع، وقالت الحركة في ذلك الوقت إن المحادثات توقفت بسبب اصرار الوفد الإيراني على اخراج المدنيين والمسلحين من الزبداني ونقلهم إلى مناطق أخرى. وسبق ان تم اقرار فترات هدنة في عدد من المناطق السورية لافساح المجال امام نقل المواد الغذائية والطبية الى المناطق المحاصرة. إلى ذلك، قتل 31 مدنيا على الاقل يوم أمس في غارات شنها الطيران الحربي التابع لقوات النظام السوري على مناطق في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، فيما تعرضت العاصمة لسقوط قذائف مصدرها مقاتلو المعارضة، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، واشار الى ان عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة. وجاءت الغارات الجوية التي استهدفت مدن وبلدات دوما وسقبا وحمورية وكفربطنا في ريف دمشق بعد ساعات على قصف مقاتلي الفصائل احياء عدة في دمشق "بأكثر من 50 قذيفة صاروخية صباح أمس" وتسبب القصف بمقتل خمسة اشخاص على الاقل، بالإضافة الى اصابة ستين شخصا اخرين بجروح خطرة. وطالت القذائف احياء عدة في دمشق أبرزها المزة وساحة الأمويين وشارع بغداد والقزاز ومحيط السفارة الروسية ومناطق في دمشق القديمة والمهاجرين. وغالبا ما يستهدف مقاتلو المعارضة المتحصنون في محيط العاصمة احياء سكنية في دمشق بالقذائف، في حين تقصف قوات النظام المناطق تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في ريف العاصمة بالمدفعية والطيران لا سيما منطقتي الغوطة الشرقية والغربية المحاصرتين من قوات النظام. واتهمت منظمة العفو الدولية الاربعاء قوات النظام السوري بارتكاب "جرائم حرب" ضد المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية، محذرة من ان استمرار القصف والغارات الجوية يفاقم معاناة السكان. كما حملت المنظمة فصائل مقاتلة في الغوطة الشرقية مسؤولية ارتكاب عدد من التجاوزات، داعية مجلس الامن الى فرض عقوبات على جميع أطراف النزاع المسؤولة عن ارتكاب جرائم حرب في سورية.