أعلن مصدر دبلوماسي تركي امس أن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أرجأ زيارة كان من المقرر ان يبدأها أمس الثلاثاء الى تركيا بدون توضيح اسباب هذا التأجيل الذي تقرر في اللحظة الاخيرة في ظل وضع أمني وسياسي معقد في تركيا. وقال المصدر الدبلوماسي التركي انه "طرأ تغيير على البرنامج" ، بدون أن يذكر أي سبب لتأجيل زيارة ظريف الذي كان يفترض ان يلتقي القادة الاتراك في انقرة أمس. لكن مصدراً في وزارة الخارجية الايرانية أكد أن "الزيارة مدرجة على جدول الاعمال الا انه تم تأجيلها لوقت آخر بسبب مشكلة في برنامج العمل". واضاف ان الزيارة "ستجري في اول فرصة". وتزامن إعلان تأجيل الزيارة مع نشر صحيفة جمهورييت المعارضة مقالا لظريف مستبقا زيارته على ما يبدو. وصحيفة جمهورييت معروفة بمعارضتها لحزب العدالة والتنمية الحاكم ويصطدم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان باستمرار مع رئيس تحريرها جان دوندار. وفي مقالته التي نشرت امس انتقد ظريف سياسة الولاياتالمتحدة في الشرق الاوسط وحمل الغزو الاميركي للعراق في العام 2003 مسؤولية صعود المجموعات المتطرفة. وكتب ان تنظيم "داعش" تغذى على الفوضى وعدم الاستقرار الذي تسبب به الغزو الاميركي للعراق. وقال ظريف في المقال ان "العناصر المتطرفة وجدت بيئة ملائمة خلال الازمة السورية عبر الدعم الذي تلقته من افراد ومنظمات وحكومات في المنطقة وتحولت الى كيان ضخم يلاحق قضايا واهدافاً زائفة". وأضاف وزير الخارجية الايراني "اليوم اصبحت تلك العناصر تهدد مؤسسيها وداعميها". وليس واضحا ما اذا كان ما ورد في مقال ظريف يمثل انتقادا لتركيا المتهمة بأنها فشلت في مواجهة تقدم تنظيم "داعش"، حتى ان البعض اتهمها بالتواطؤ مع المتطرفين. الامر الذي طالما نفته انقرة. وكانت انقرة رفضت المشاركة في التحالف العسكري الذي تقوده واشنطن، حليفتها في حلف شمال الاطلسي ضد المتطرفين في سورية والعراق، خوفا من ان يساهم ذلك في تعزيز قوة الاكراد الذين يقاتلون "داعش". ولكن يبدو ان تركيا عدلت موقفها اثر هجوم دموي في مدينة سوروتش في 20 يوليو نسب الى تنظيم "داعش" وأسفر عن مقتل 32 شخصاً. والشهر الماضي سمحت انقرة للتحالف العسكري بقيادة واشنطن باستخدام قاعدة انجرليك الجوية في الحملة ضد المتطرفين.