قرأت ما نشر في هذه الجريدة الغراء بتاريخ 23/9/1426ه قصة مدرس الكيمياء بثانوية الفويلق والتي ملخصها التآمر ضد المدرس الحربي وإقامة دعوى انتهت بإبعاده من التدريس بعد محاكمته وقد نشرت الجريدة تفاصيل القصة وذكرت احتفاظها ببعض الأدلة الثبوتية التي تؤكد صدق الحربي وبراءته واتفاق الآخرين للإساءة إليه. وأريد أن أقول إن حادثة الفويلق متى ما ثبتت حقيقتها حلقة ضمن عدة حلقات لتأصيل الفكر المنحرف ومحاربة كل من يبذل جهداً في تصحيح مفاهيم الناشئة وتأصيل المنهج السليم لديهم فحادثة الفويلق وقبلها حادثة الزلفي وغيرها من الحوادث المماثلة ذهب ضحيتها بعض أصحاب الحق وحملته من طلبة العلم وغيرهم ممن استهدفته سهام هذه الفئة الضالة ومؤيدوهم من أصحاب الفكر المنحرف. وفي نظري انه قد حان وقت فتح مثل تلك الملفات وحان وقت الوقوف على جذور هذا الفكر ومعرفة جميع الحلقات التي مر بها أولئك القوم ومعرفة منظري الفكر وقادته. فالتدريس وغيره من الوظائف المتعلقة بالخطاب الديني والتربوي الحلقة الأخيرة والحلقة التي تسبقها التعليم الجامعي فهل التعليم الجامعي ضمن حلقات تضليل الناشئة فكرياً؟ يجب أن نعرف الإجابة بدقة ويجب أن تشكل لجان لدراسة هذه القضايا وبدقة متناهية ويجب أن تكون الدقة متناهية في اختيار أعضاء اللجان. قبل التعليم الجامعي التعليم العام بمراحله وأساذته وأنشطته ومناهجه وما يشابهه من مناشط أخرى كأنشطة المراكز الصيفية وأنشطة حلق التحفيظ والمخيمات وغيرها فهذه كلها في نظري محاضن للشباب أوجدتها الدولة وفقها الله لرعاية الشباب تربوياً وتعليمياً استطاع من خلالها بعضاً من أرباب الفكر المنحرف أن يتسللوا إلى أبنائنا فيغرسوا في عقولهم أفكارهم المنحرفة أيضاً يجب أن نجري تحرياً دقيقاً ندين أو نبرىء من خلاله التعليم العام وغيره من أماكن احتضان الشباب المشار إليه سيما وبين أيدينا أكثر من نموذج يدين تورط التعليم العام. إن صدقت دعوى الأخ الحربي وهي ضمن عدة قضايا قد ثبت تورط أصحاب الفكر المنحرف فيها ووجدت الأدلة القاطعة على ادانة القوم فقد أمسكنا بجزء من الخيط وثبت لنا تورط بعض من مدرسي التعليم العام في انحراف الناشئة منهجياً وفي بذر الفكر المنحرف لديهم وذلك بتلقينهم وفي مثل هذا السن بأفكار مسمومة لا تنبذ الإرهاب ولا تعادي الإفساد والتدمير بل تؤيده أو تتعاطف معه أو تسكت عنه. بقي أن نعرف من أين استقى أمثال هؤلاء أعني مدرسي الفويلق المتهمين ومن على شاكلتهم فكرهم وبقي أن نقف على الحلقة التي من خلالها نستطيع أن نضع اليد على الداء لنتمكن من وصف الدواء فمتى تأكد لدينا ثبوت الأدلة وما يدين القوم تأكدنا أن التعليم العام حلقة ضمن عدة حلقات بل هو الحلقة الأولى والتي يتم من خلالها بذر الفكر المنحرف وتأصيله وتعهده بالسقيا إلى أن ينضج ويؤتي ثماره المرة ولا يمكن القول بأن حادثة الزلفي أو حادثة الفويلق تعد حوادث فردية ولا يقاس عليها بل تعد هذه الحوادث أنموذجاً وسوف يثبت التحقيق والتحري وجود نماذج أخرى ومدارس أخرى ومؤسسات أخرى. وقد وقفت ضمن قراءاتي في سيرة المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله تعالى - على رؤية تضمنت عدة بنود تم الاتفاق عليها في اجتماع ترأسه - رحمه الله - في إحدى غزواته وجهوده لتوحيد هذه البلاد تعتبر هذه البنود في نظري ذات أهمية بالغة في التعامل مع الإفساد والمفسدين عن لي ادراجها في هذا المقال للاطلاع عليها والاستفادة منها بقدر الإمكان وقد أوردها صاحب كتاب الوجيز في سيرة الملك عبدالعزيز وهي كالتالي: 1- كل من اشترك في الفتنة وبقي حيا يؤخذ ماله.. وتحكم الشريعة في رقبته. 2- كل من كان متهما بممالأة أهل الإفساد تؤخذ منه شوكة الحرب. 3- كل ما يؤخذ من الأشرار المفسدين يمنح للمجاهدين الصادقين ليتقووا به. 4- يرسل إلى الهجر التي فيها أناس من أهل الإفساد أمير معه قوة لينظر في أمر المفسدين بما تقضي به الشريعة والمصلحة العامة. 5- كل هجرة غلب الفساد على أهلها يطردون منها ويفرقون بين القبائل ولا يسمح لفريق منهم بالاجتماع في مكان واحد. حفظ الله هذه البلاد من شر الأشرار وكيد الفجار ووفق ولاتها لما فيه خيرها الديني والدنيوي إنه سميع مجيب.