عويّد بن محمد المطرفي الهذلي أحد الشعراء الذين أيقضوا مدن الشعر النائم بقصائد تحمل ضجيج التألق والإبداع .. اعتلى منابر الشعر وثبّت أركانه على الساحة الشعبية بقصائد تروق لها المشاعر .. شاعر لديه من الحس الشعري المرهف والدقة الشيء الكثير منذ أن عرفه الشعر وهو في عهد مع المتلقي بقصائد تكون بذات الدرجة من الجزالة والحضور المميّز .. ولد بمنطقة الزرقاء شمال شرق مكةالمكرمة عام 1383 ه وبدأت الموهبة الشعرية لدية عام 1405 ه والتي كانت بداية عادية لتتدرج تلك الموهبة في النمو والتوهج ودعمت شاعريته عدة عوامل منها قراءة دواوين وقصائد كبار الشعراء منهم الشاعر الكبير الأمير محمد الأحمد السديري ( رحمة الله ) والأمير سعود بن محمد وصقر النصافي فيما نظم قصائد شعرية تجاوزت الثلاثمائة قصيدة طرقت جميع أغراض الشعر وأبوابه وجرى بينه وبين بعض شعراء المحاورة في الساحة محاورات شعرية وشارك في العديد من الأمسيات الشعرية الرسمية والخاصة داخل المملكة وخارجها . شاعر له من القصائد الوطنية والاجتماعية وقصائد المناسبات التي يجمع أسلوبها بين التقليد والتجديد الذي لا يفقد القصيدة أصالتها باعتبار المناسبة أساساً من أساسيات العمل الشعري ومحوراً للقصيدة وصلبها وأغلب المناسبات التي سجلها الشاعر عويّد المطرفي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالوطن واليوم الوطني حيث قال في إحدى قصائده :- يا شعري إفزع ما عن اليوم تصديد اليوم يوم ٍله مكانه وقيمه إن ما كتبنا فيه حلو الأناشيد تلومنا شمس البلاد ونسيمه اليوم عيد وكل يومٍ لنا .. عيد يوم الوطن فرحه وذكرى عظيمة يومٍ نَعْمره بالدعاء والزغاريد ندعي لأبو تركي قوي الشكيمة عبد العزيز موحّد الشمل توحيد بالدين هُو والتضحية والعزيمة لم الشتات وجدد العهد تجديد وكل النفوس أضحت بحكمة كريمة قصائد المطرفي تعتبر روحاً سمت في سماء المشاعر والأحاسيس الشعرية فاحت بشذي حرفه العاطر وشعره الذي يعتبر فيض بحر تتلاطم فيه الأمواج مشكّلة لوحات تنضح بروعة حرفه منها هذه القصيدة التي قال فيها :- هب الفراق وطاب كيف الغرابيل وإستانست سود الهموم وْتخاوت للحزن في صدري حياةُ وْمداهيل وذْياب يأسي في حشايه تعاوت لِيابنيت إلها جسور التساهيل لقيتها فاليوم الآخر .. تهاوت والضيقة اللّي تنتعش تالي الليل طعنتها بالصبر حتى تداوت صارعت وأوعدت الغرابيل بالويل أجمع فلول العزم لكن تفاوت منىّ وعد تَكْشِف جميع التفاصيل إن ما انتهت بعض الجروح وْتشاوت إن المتابع والمتصفح لشعره يجد أن قصائده تنهل بالحكمة في الدنيا وسر الحياة والرفاق والأصحاب والعلاقات واتسمت بإشباع المعنى كوحدة في بنائها من خلال عبارات وكلمات دارجة ومعانٍ أعطتنا الدلالة على جزاله شعره في هذه القصيدة :- القلب مرقاب الغلا والشرايين لك في مشاريفه دروبُ وْحراوي أحيان يعشوشب قصيدُ وْرياحين ويروح به طيفك وحيدٍ خلاوي وأحيان يحتاجه هوى البعد والبين ويميل غصنه من ظما الياس ذاوي تدرين وأدري عنه وادري وتدرين إن المحبة جرح ماله مداوي أسوا نتايجها إنكسار المحبين وأجمل مناهجها إنتصار الهواوي اتسم شعره بالبساطة وتكسو معظم أبياته بالإحساس والجمال المعنوي وترف عاطفي جميل تبرهن على وضوح منهجه وعذوبه شعره وتفرّد شاعريته منها هذه ( الشيلة ) التي قال فيها :- يا ملوّحه بالكف ما عندي أسرار إلا قصيدٍ تحتفل له دروبي في نفحته جنه وفي لفحته نار وحبس الغضب عن مثلك أبرز عيوبي جعلت حرفي صوت وكفوفي أزهار وإجتاحت الحلم الجميل الهبوبي إلى أنا قال : كسر الغرام يهون مع كسر الإصرار أصل الشروق أول طقوس الغروبي يا ملوّحه بالكف لك عندي أخبار تدثّري ثوب النهاية وتوبي وطّنت خطواتي على كف الأقدار وأحرقت بأقدامي متاهة دروبي ومن غزلياته تلك القصيدة التي قال فيها:- حبيبتي يا قمة الحب والذّوق يازهرة أيامي ونبضة يراعي من كثر ما أعاني من آلاه والشوق عجزت أترجم لهفتي وإنطباعي حبك تغلغل داخل القلب برفوق وصّل مراحل سرّها ما يذاعي ما أغليت مثلك يا هوى البال مخلوق أبغى أعترف لك والخبر لا يشاعي في حضرتك يستانس القلب ويروق لكن ليا غبتي شعرت بضياعي أغيب مع صوتك لياهل وافوق وأفل في بحر الأماني شراعي صوتك مطر وأنغام وأنسام وبروق تروي صدايق لهفتي وإندفاعي شاعر له نهجه الخاص والمميز في كل غرض تطرق إليه في قصائده الجميلة التي أطربت عشاق شعره ومتابعي حرفه حيث نظم العديد من القصائد عبر بوابة الشعر التي من خلالها حاول تجسيد المعنى بصورة شعرية ومن القصائد التي نظمها :- أنا أدري أنيّ لو حرثت الأرض في كل اتجاه ما شفت مثلك يا هوى بالي ويا غاية مناي أقسم برب في يديه الموت من بعد الحياه ما أحب مثلك فالبشر وإنّك بها الدنيا غلاي لا تجعلين الشك ياكل الغلا يأصل مداه خلّيك مثل الشمس تمسح كل عتمه في سماي آسف وأكررها وصوتي ضج في كونك صداه صوتي وعذري يا بعد عمري يعبّر عن وفاي أخطيت في زلّة لساني والخطا تبّت يداه غلطه وعندك يا حياتي ما تقلل من عطاي ما قلت قدرك ولا هزّت شواميخ السراه أنتي بصدري ساكنة والغيد حاذفهن وراي قلبي وأعرفه من بياضه ما يبيع اللّي شراه وانتي خذيتي عمر راح وعمر حل وعمر جاي مقاطع شعرية من أرشيفه الشعري : نمنا كثير وشد ناس ونزل ناس يوم الليالي كل مطرود ملحوق نبني قصور الوهم في جرد الاطعاس ونركض ورى الأدباش وندلل النوق نتبع وميض البرق من غير عساس ونرعا بها ما طاب من كل زملوق بدو نشوف الغير بعيون قرناس قاسين لكن نكره الغدر والبوق أقدامنا الأقلام والأرض قرطاس نكتب عليها قصة المجد والذوق وفي قصيدة أخرى قال :- ما غرست الزور والتضليل لأجل أرفع رصيدي في عيون الناس عارف كل شيّ وله نهايه إنْ عطيت أعطي وفا وإن شمْت مرمايه بعيدي وإنْ مشيت بدرب ما أحْني هامتي وانظر ورايه ما كسبت الحب والتقدير من خصمي وسيدي غير بالصِيت الجميل اللي زرعته فالبدايه من حياتي ما مدَحت انسان من شان استفيدي صقر النصافي عويد المطرفي إبراهيم الجبر