سجلت الساحة الشعبية غياب عدد من الأسماء الشعرية البارزة على صعيد القصيدة، وجاءت أسباب الغياب متباينة بين الانهماك في ظروف الحياة الخاصة وبين تسجيل المواقف السلبية ضد الساحتين الشعرية والإعلامية، مما دفع الشاعر للوقوع في فخ الملل وترك الجمل بما حمل للبحث عن أفق آخر يجد فيه مكانته التي يبحث عنها. عويد محمد المطرفي شاعر سجل اسمه في صفحات المجد الشعري منذ أن ظهر في أول نصوصه الشعرية. اختار المطرفي لنفسه اسم «بعيد الهقاوي» لتظهر قصائده على صفحات المجلات والجرائد تحت هذا الاسم الذي أخذ من شخصية المطرفي وشموخه الشيء الكثير. كتب ذات مساء حالم بالغيم والمطر قصائده التي ما زالت ترددها الألسن رغم غيابه حيث عزف لحنه المنفرد: يا ملوحه بالكف ما عندي أسرار إلا قصيد تحتفل به دروبي في نفحته جنه وفي لفحته نار وحبس الغضب عن مثلك أبرز عيوبي جعلت حرفي صوت وكفوفي أزهار واجتاحت الحلم الجميل الهبوبي مثل الجبل كابرت في وجه الإعصار ما طحت لكن أوجعتني جنوبي المطرفي اوضح ل «عكاظ» أن غيابه يعود لانشغاله بأسرته وانتقال مقر عمله إلى مكان آخر، فرض عليه البعد عن الإعلام الشعبي، رغم أنه لم يتوقف عن كتابة الشعر. وأشار المطرفي إلى أنه متابع جيد لما يطرح في الساحة الشعبية من قصائد، مبينا أن ما كان يطرح في السابق يفوق في قيمته الفنية والتصويرية ما تغص به ساحة الشعر هذه الأيام. سكة الغياب جرفت اسم آخر لا يقل بريقا وجمالا عن المطرفي، منذ أن بزغ نجمه في مدينة الخضرة والمطر «الطائف» التي كتب لها أوبريت «عروس الغيم». كتب عبد المحسن نوار قصائده وتواجد على صفحات الشعر في الخليج العربي ليمنحها نكهة خاصة وهو يردد: أنا حاولت نسيانك وقلبي من ضلوعي طاح عصاني غصب عني يمشي الخطوة ويبكيها وفي قصيدة أخرى: حبيبتي جاتك عيوني هديه شوفي بها حبك وش إلي مسويه إخذي حياتي يا حياتي هنيه العمر من غيرك ترا صرت ناسيه نوار أفاد «عكاظ» أن اتجاهه للساحة الغنائية أبعده عن الصفحات المهتمة بالقصيدة المنضومة، وأكد نوار أن الساحتين الغنائية والشعبية لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض. ولفت نوار إلى أن انشغالة بلجنة الأدب الشعبي في محافظة الطائف، أسهم في هذا الغياب، فضلا عن قناعاته الخاصة بأن الساحة الشعبية لم تعد كما كانت في السابق من حيث قوة الطرح والإثارة.