ديوان (مراسيل الوفاء) للشاعر عبدالله جهز العضياني، ديوان انيق يحمل الكثير من المشاعر والأحساسيس الشعرية الصادقة، ونلمس فيه شفافية الشاعر، ومدى عمق موهبته الشعرية، وجزالة كلماته المنتقاة فقد ابدع في نظم القوافي، واختياره للكلمات التي تلامس الوجدان، وتخاطب العقول، وبحق فإن هذا الديوان تميز بالكثير من القصائد الجميلة، ووفق الشاعر في نظمه الجميل، وقوافيه الرائعة التي تدل على موهبته الشعرية القوية ومدى تمكنه من الشعر. بين همسات القصيد وبين جزلات المعاني زارني جملة بيوتٍ في منامي صافحني جابهن طيف المنام وهاجس اشعاري دعاني والقوافي كم وكم داعبتهن وداعبني اشتري وأبيع فيهن بعد ما ربي عطاني والهجوس اللي تزاحم تجبر الشاعر يغني ومن مقدمة هذا الديوان التي كتبت في اول الصفحات للشاعر نفسه نقتطف منها قوله: (الديوان يتضمن مجموعة من القصائد والنصوص الشعرية وأترك لكم الحكم من خلال تذوقكم الشعري، فإنه لا يخفى على المطلع والمتابع لمسيرة الشعر الشعبي حقيقة ان غالبية الشعب السعودي وكذلك اهل الخليج بصفة عامة هم اهل ادب وشعر وأصحاب تذوق شعري متميز، بل ان اكثرهم شعراء قديرون ومتميزون). ومن الأشعار الوطنية نختار قوله: يا وطنا عشت في خير والدار محروس وعاشوا ملوك الوطن والرجال المخلصين يا وطنا عشت في خير والدنيا دروس والله انك ما تزعزع وحنا عايشين ما علينا يا وطن لو دخل فالحب سوس عايشين بخير رغم الطغاه الحاسدين ومن اشعار الحكمة نقتطف هذه الأبيات المعبرة: ترى توافيق البنادم تواهيب فضلن من الله ما تجي بالغصايب ما ساقه الله جاك لو دربه صعيب بامر الله الوالي امدير الهبايب سوات موسى في قدومه على شعيب يوم اقبلت له ضافيات الوهايب وليا حماك الله عن سكة العيب اشكر وليك وانتبه للنشايب ترى سريعات المنايا محاضيب ولابد ما تركز عليك النصايب ومما قاله الشاعر عبدالله العضياني هذه القصيدة الاجتماعية: يكفيك عن مخبر الرجال منطوقه من يوم يبدي الكلام يبين منضوحه بعض المشاعر مع اهل الزيف مسروقه ما تنكشف غير بالجيات والروحه بعض الاوادم يضخ الحقد بعروقه كل ارعن ما عرف قدره ومصلوحه البوق راعيه مردوه على بوقه تصبح نواياه مشوفه ومفضوحه النيه الغادرة لابد ملحوقه وأسررها لو تخفت يوم مبيوحه من جاب هزل البضايع دمرت سوقه وأحزانه المقبله غطت على فروحه يصبح يصارع ونفسه ما لها طوقه في شيل حمل عظيم وزادت جروحه جعله مذاليف طيرن زاع بسبوقه وان راح ما احدن عليه مكثرن نوحه جزل الفعايل لهلها دوم معشوقه قوم تعلوا سنام المجد وصروحه ومن الأشعار الجميلة التي احتواها ديوان مراسيل الوفاء نختار قصيدة (بداية نهاياتي) وفيها الكثير من الصور الرائعة التي تفنن في تصويرها وصياغتها العضياني بأجمل الحروف وأعذب الألحان فأنشد: يهفهف نسيم الشوق ويحرك الاشجان وينثر على دربه حروفي وكلماتي غريب الوطن ما يشكي الا هوى الاوطان وانا اشكي هواي وغربتي داخل الذاتي تمر الدقايق.. والثواني.. وانا سهران وليل الشقا يرسم بداية نهاياتي حضنت الهموم وشالها الخاطر الولهان وكثر الهموم تزيد جرحي ولوعاتي وانا قصتي قصه طويله بلا عنوان ولا واعذابي كل ما اذكر بداياتي بديت ودخلت الحب من واسع البيبان بعد ما دفعني شوقي بموجه العاتي وسقت الخطا والشوق لأهل الهوى ميدان تشابه دروبي في محطة مسافاتي صحيح الهوى ما رجحه كفة الميزان تطول السوالف لو بكتب معاناتي اغني على لحن الشقا كان ياما.. كان ولا لي جدى يا كود زفرة تنهاتي تزلزل بي اشواقي كما ثاير البركان وأعود على ذكراي وألملم اشتاتي وأنا وين احصل من يعوضني الحرمان كفايه عذاب.. وهم.. وجروح.. وآهاتي طوينا الرجا بالياس في صفحة النسيان وتبقى السراير خافيه بين كلماتي ونجد في هذا الديوان العديد من اللوحات الإبداعية التي رسمها شاعرنا العضياني ومنها هذه اللوحة الشعرية الجميلة والتي اختار لها عنوان «غروب الشمس» فتعالوا نتأمل في مشاهدة هذه اللوحة التي تزينت بأجمل الألوان وتوشحت بأحلى حروف الشعر: يا غروب الشمس لا تبحث السد وخفاه خل خافية السراير بصدري خلها استباح الشوق قلبي وذعذع له هواه وامطرت سحبه بوسط العروق وبلها آه يا قلبي من الشوق واللوعات آه الجروح اللي تتالت خفوقي ملها كيف اعذل القلب عن نيته واخلف نحاه القلوب الى انتحت غصب وش نعمل لها! يا شقا قلب تبلاه شوقه وابتلاه كل ما يسلى تجيه الهموم بحلها الحبيب اللي تغيب ولا أدري وش بلاه! حيلة المشتاق زرق الدموع يهلها واعنا قلب تعذب بحبه واعناه تمضي أيام السنه ما صفت له كلها