استبقت الحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية» نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس معتبرة أن نتائج الانتخابات لن تكون سليمة ، نظرا لأن حكومة الحزب الوطني الحاكم لن تلتزم الحياد خلالها . وأكدت «كفاية » أن هناك غيابا للإشراف القضائي الكامل على العملية الانتخابية ، كما يتعرض القضاة لحصار من وكلاء النيابة ومنتسبي هيئة قضايا الدولة ، وهم تابعون لوزير العدل الذي يمثل الجهاز الإداري للدولة بحسب ما ذكرته الحركة . وقالت الحركة ان هناك ما أسمته «علاقة سرية للغاية بين الحزب الحاكم ومليارديرات النقد العام ، وسيطرة الفساد على قطاع الإعلام العام والخاص ، بالرشاوى الانتخابية بأرقام فلكية تشتري الضمائر المثقلة بالفقر والعوز » واتهمت وزارة الداخلية بإعداد كشوف انتخابية مليئة بملايين المتوفين والغائبين ، بالإضافة إلى ما وصفته ب« فضائح القيد الجماعي ». وأشارت الحركة الى أنها لعبت الدور الجوهري والرئيسي في تشكيل الجبهة الوطنية من أجل التغيير ، وهو ما اعتبرته تطورا إيجابيا غير مسبوق في مصر وقالت إن جدول أعمالها سيتركز عقب الانتخابات على فتح ملفات الفساد وتقديمها إلى القضاء بغض النظر عما ستنتهي إليه هذه الانتخابات . وأوضحت الحركة أنها ستطالب أيضا بتعديل المادة 76 من الدستور عبر أنشطة وتحركات ومظاهرات من أجل إلغاء ما بها من عيوب . وأعلنت الحركة أن أعضاءها ومؤيديها سيصوتون للمرشح الذي يتبنى أفكار وأهداف الحركة وفق دستورها الجديد القائم على ثلاثة دعائم أساسية ، وهي إلغاء حالة الطوارىء فورا والحد من سلطات رئيس الجمهورية الدستورية وتعديل جديد للمادة 76 من الدستور «المعيبة» والتي أفرغت الانتخابات الرئاسية من مضمونها . وقال جورج إسحاق المنسق العام للحركة إن كفاية تتوقع حدوث انخفاض في عدد المصوتين في الانتخابات البرلمانية وإن كانت ستتحرك قليلا عن نسبة ال 23٪ من الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة . وأشار إلى أن المواطن المصري لا يزال يفقد الثقة في النظام ، وتوقع إحجام الناخبين عن التصويت ، مشيرا إلى أن الحركة سترصد ما يحدث خارج القاهرة ، بدءا من المرحلة الأولى من الانتخابات ، وستراقب التجربة جيدا وستكتب تقريرا في نهايتها . وأضاف اسحق أن الحركة ستعقد مؤتمرا موسعا بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية قائلا إننا لانريد أن نصبح حزبا سياسيا حتى لا تنتقل لنا أمراض الأحزاب . وقال إننا لا نعول في هذه الانتخابات على وجود نسبة كبيرة من المعارضة في البرلمان ولكن نعتبر أن البرلمان الجديد سيكون هو بداية حقيقية للتغيير ومن هنا لن ندعم القوى الوطنية التي نشعر بأنه سيكون لها دور داخل البرلمان الجديد . وأعرب إسحق عن اعتقاده بأن التزوير والتزييف في الانتخابات البرلمانية الحالية سيكون أكثر صعوبة ولن يكون واضحا فهناك منظمات المجتمع المدني التي تراقب العملية الانتخابية إضافة إلى القضاء المصري يشرف عليها كما أن عيون العالم تراقبنا .