المملكة ليست من وضع العقوبات على إيران، وليست هي من تسبب بمعاقبتها، إيران هي التي تتحمل مسؤولية ما أصابها، وهي التي يجب أن تؤكد للعالم مدى مصداقية وعودها التنموية، كان لإيران فرصة مستوى اقتصادي وعلمي يفوق جميع دول المنطقة وهي الغنية بالثروات البترولية والبنية التحتية القوية التي ورثها النظام الحالي بعد سقوط الشاه، لكن للأسف لم يحسن استخدام كل هذه الإمكانيات التي تبددت في حرب "عبثية" عمرها عديد سنوات مع عراق صدام.. بعد تلك الحقبة صار واضحاً للجميع تدخل النفوذ الإيراني لإشعال الفتنة الطائفية في المنطقة وبالأخص سياستها ضد مملكة البحرين ورغبتها في أن تكون قطباً عالمياً مثل الاتحاد السوفيتي ولكن في الأخير أصبحت إيران متخلفة عن ركب جاراتها دول الخليج العربي فيما يخص النمو والتقنية والتعليم والخدمات العامة، لا أحد يكره أن يرى إيران دولة منفتحة للاستثمار والسياحة والتبادل التجاري وأن تبنى على لغة المصالح الكثير من التقارب والسلام خصوصاً أن اقتصاد إيران ودول الخليج قائم على النفط وهذه نقطة تقاطع.. ليت إيران تفهم هذه العلاقة من النمو والنهضة لتريح شعبها أولاً من الفقر الاقتصادي ومن العزلة عن النمو العالمي والتقني وعن الصداقة مع الشعوب المجاورة. ثانياً أن ترتاح دول المنطقة من التأزم الطائفي والتوتر والتدخل في شؤون الغير. لذلك أقول أخيراً بأن إيران هي من رسمت صورة غير إيجابية عن نفسها وهي التي يفترض أن تغيرها فليست المملكة ودول الخليج من سبب وفرض الحصار عليها بل هي إيران السبب. لمراسلة الكاتب: [email protected]