تتغلغل الحيرة في أعماق الكثير وهم يرون رعاية الشباب أو اتحاد الكرة ولجانه يتخذون التسويف و(تمويت الملفات العالقة) مبدأً في عدم حل الكثير من القضايا وكشف نتائجها النهائية إلى الرأي الرياضي العام، وتزداد الحيرة أكثر عندما يسجل الكثير منها ضد مجهول على الرغم من ظهور جميع الأطراف في الصورة، وتبادل الاتهامات، فتحفظ في الأدراج ضمن الأوراق المتكدسة لقضايا أخرى عديدة، هم يقولون إن هناك لوائح وأنظمة ولجانا وشفافية ومتابعة احترافية ومساواة وعدم تجاهل لأي مشكلة صغيرة أو كبيرة، ولكن هذه الأشياء تتبخر عندما تلج إلى الغرفة المظلمة المظلمة وتتعاطى معها اللجان (بلا حس ولا خبر) ويمر الوقت، وتدخل عالم النسيان، أقربها على سبيل المثال لا الحصر قضية لاعب الدرعية علاء مسرحي ورئيس نادي القادسية معدي الهاجري، على الرغم من خطورتها وانشغال الرأي بها خلال الفترة الماضية والإعلان عن تشكيل لجنة خاصة إلا أنها حتى هذه اللحظة تتجه إلى مصير أخواتها من القضايا الأخرى، فلا تعلم من يقف خلف التأخير في الحسم و عدم مواجهة الجماهير والإعلام والأندية بالحقائق، هل هو الاتحاد لخشيته على سمعته وسمعة مسابقاته، أم نفوذ من تسجل القضايا ضدهم وقدرتهم على تعطيلها وترك غبار الاتهامات يعلو في السماء ويعشش في المكاتب، أم أن النتائج لو أعلنت ستكون كارثية للوسط الرياضي لدى المنظمات الرياضية الأخرى كالاتحاد الدولي واللجنة الأولمبية الدولية، أم لأنه لم تشكل لجان أصلا، وأن كل ما يقال ماهو إلا تمييع للقضايا؟ أمر غريب ما يحدث، والأغرب من ذلك كله صمت الاتحاد السعودي ومحاولة تجنب الحديث أو التعاطي مع مثل هذه القضايا، وكأنها لاتخصه ولاتتعلق بنزاهته ومدى قدرته على التعامل معها واتخاذ القرارات الصحيحة التي تنصف الجميع وتثبت مباشرته لكل قضية بالطريقة التي تنصف المتضرر وتردع المخطئ، وتجلي غمامة الشكوك وضبابية الموقف والقرار لدى هذا الاتحاد الذي أصبح مصدرا للظنون والاتهامات من دون أن يعيد الثقة لنفسه ولجانه، وهذا يجرنا للقول: "إذا لم ينجح الاتحاد السعودي في إعادة هيبة الكرة السعودية إلى منصات التتويج وهو الذي مضى على انتخابه أكثر من عامين، فلماذا على الأقل لا يعوض هذا الفشل الذريع بتطبيق القانون على كل متجاوز ويحسم القضايا بكل احترافية ونزاهة وشفافية؟" والكلمات الثلاث الأخيرة كثيرا ما نسمعها على لسان الرئيس وبعض الأعضاء ورؤساء اللجان حتى قبل الانتخابات وضمن البرنامج الانتخابي لأحمد عيد، ولكننا لا نراها تنفذ على أرض الواقع، بل جعلت الجميع في ظل الضعف والتسويف يتهم الاتحاد بأنه يدار من الخارج وليس هو الذي يدير نفسه ويقود اللعبة والأندية، وقصة الإنذار الأخير والتحذير ليست ببعيدة. أين اختفت شفافية الرئيس؟.. وما يفعله اتحاد الكرة يندرج تحت بنود الضعف مرة أخرى ماهي المحاذير، وماهي المشاكل التي تمنع من دون حسم قضية القادسية وعلاء مسرحي وقضايا أخرى، ماهي المبررات وكيف أخذت وقتا طويلا، وهناك أكثر من طرف ليس القادسية واللاعب إنما أندية أخرى تريد الفصل ومعرفة هل القادسية مذنب حتى يحرم من الصعود إلى (دوري عبداللطيف جميل) أم أن موقف رئيسه معدي الهاجري سليم وكل ما يقال ضده تجني ولا أساس له من الصحة؟ الوسط الرياضي أصبح الان أمام شخص بريء والآخر مذنب حسب (أقوال المدعي والمدعى عليه)، والحل الوحيد حسم القضية وإعلان النتائج، وإن مرت مرور الكرام كسابقاتها من القضايا فهذا يعني أننا أمام اتحاد مغلوب على أمره، وأن ما يقوله ويشكله من اللجان سرعان ما يكون مصيره الفشل وتجميد هذه القضايا. أحمد عيد معدي الهاجري