تمتلك محافظة الأحساء مخزونا تاريخيا كبيرا، ويقف شاهد على ذلك مجموعة كبيرة من الآثار الأثرية والتاريخية المنتشرة في مدن وقرى المحافظة، وتجذب هذه المواقع الزائرين لها على مدار العام، إلا أن الأعداد تتضاعف في مواسم الأعياد والعطل، وتبذل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء ممثلة في مديرها وليد الحسين جهوداً كبيرة في استقبال زوار المواقع الأثرية طوال أيام عيد الفطر المبارك. من المواقع التي يمكن لزائر الاحساء خلال أيام العيد الوقوف عليها واستعادة جانب من تاريخ هذه الجزء الغالي من وطننا، مسجد جواثا «الذي يقع شرق الهفوف بالقرب من جبل الشعبة «، فهذا المسجد أديت فيه ثاني صلاة جمعة في الإسلام والذي بناه بنو عبدالقيس بعد عودتهم من وفادتهم على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ويعود تاريخ بنائه إلى السنة السابعة من الهجرة، وقد تم ترميمه بمبادرة من مؤسسة التراث، والمسجد يتبع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالاحساء التي تفتح أبوابه أمام الزائرين على مدار العام. وفي وسط مدينة الهفوف يقف «قصر إبراهيم الأثري» أكبر القصور القديمة في الأحساء، وشهد هذا القصر حدثاً تاريخياً هاماً وخالداً إذ استطاع المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- السيطرة عليه وما فيه من جنود وعتاد من أول يوم استرجع فيه الاحساء من قبضة العثمانيين سنة 1331ه. ويقع القصر على مساحة 18200م2، ويرجع عهد بنائه إلى عهد الجبريين الذين حكموا الأحساء ما بين 840 941 ه، قبل قدوم العثمانيين الذين قاموا في حملتهم الأولى باحتلال قصر إبراهيم، ويحتضن القصر العديد من الفعاليات التي تقيمها عدة جهات. وفي الجهة الجنوبية الغربية من قصر إبراهيم يقع (منزل البيعة)، هذا المنزل الذي شهد نزول الملك عبدالعزيز في 1331ه لفتح الأحساء، حيث استقر فيه وبات في إحدى غرفه مع أخوانه محمد وسعد وعبدالله، وشهد أول لقاء بين الملك عبدالعزيز والشيخ عبداللطيف الملا وتمت مبايعة أهالي الأحساء له على السمع والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويقع هذا المنزل في حي الكوت. وليس ببعيد عن الموقعين السابقين يوجد «المركز الثقافي» في مدرسة الهفوف الأولى وهي أول مدرسة نظامية افتتحت في الأحساء سنة 1360ه، وهدفت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من تحويل المدرسة الأميرية في مدينة الهفوف إلى بيت للثقافة لإبراز الوجه الحضاري والثقافي لمحافظة الأحساء عبر إقامة الفعاليات الثقافية. مسجد القبة في قصر إبراهيم الأثري المركز الثقافي بالمدرسة الأميرية