تشهد محافظة الأحساء اليوم، تدشين مواقع تاريخية وتراثية، بعد الانتهاء من عمليات ترميمها وتأهيلها، بجهود من الهيئة العامة للسياحة والآثار، وأمانة الأحساء، وشركاء آخرين. ويفتتح نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير جلوي بن عبد العزيز بحضور وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب، ورئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان، ومحافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي، ستة مواقع تراثية وأثرية، هي: مسجد جواثا الأثري، ومدرسة الهفوف الأولى، ومنزل البيعة، وقصر إبراهيم، وسوق القيصرية. فيما يوضع حجر الأساس لمشروع تطوير وسط الهفوف. كما ستقام مساء اليوم، الحفلة الختامية لجائزة «الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز للتراث العمراني». ويعد مشروع وسط الهفوف، الذي يتم إطلاقه اليوم، أحد مشاريع برنامج «أواسط المدن التاريخية»، الذي تتعاون فيه الهيئة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية. ويهدف إلى «تأهيل وتطوير المراكز التاريخية في المدن»، ومنها المنطقة التاريخية في جدة، ومراكز وسط كل من الهفوف والطائف والمجمعة التاريخية. ويتضمن مشروع وسط الهفوف، تطوير المنطقة، من خلال المحافظة على مقوماتها التاريخية، وتحويلها إلى مصدر جذب سياحي وتاريخي. أما مسجد جواثا الذي يفتتح اليوم، فبني في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وتشرف ببنائه قبيلة بنو عبد القيس، الذين كانوا يسكنون الأحساء آنذاك، وهم الذين بادروا إلى الإسلام طوعاً، على غرار أهل يثرب. ومدح النبي أهل هذه الديار بقوله «أكرموا إخوانكم فإنهم أشبه الناس بكم، أسلموا طوعاً لا كرهاً». ولا تزال قواعد هذا المسجد قائمة إلى الآن، على رغم أن تاريخ بنائه يعود إلى السنة السابعة من الهجرة. وتم ترميمه بمبادرة من مؤسسة التراث. وشهد قصر إبراهيم حدثاً تاريخياً هاماً، إذ استطاع المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، السيطرة عليه، وما فيه من جنود وعتاد، من أول يوم استرجع فيه الأحساء من قبضة العثمانيين. ويقع القصر في حي الكوت وسط الهفوف، وتقدر مساحته ب18200 متر مربع. ويرجع تاريخ بنائه إلى عهد الجبريين، الذين حكموا الأحساء بين 840 إلى 941ه، قبل قدوم العثمانيين، الذين قاموا في حملتهم الأولى باحتلال قصر إبراهيم. وشهد القصر بعد الانتهاء من ترميمه، عدداً من الفعاليات السياحية. كما شهد منزل البيعة عددًا من الأحداث التاريخية المهمة، أبرزها قدوم الملك عبد العزيز، لفتح الأحساء، إذ استقر فيه، وبات في إحدى غرفه، مع أخويه محمد وسعد وعبدالله. وشهد أول لقاء بين الملك عبد العزيز والشيخ عبد اللطيف الملا. وتمت مبايعة أهالي الأحساء له على «السمع والطاعة على كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم». ويقع هذا المنزل في حي المطاوعة جنوب غرب قصر إبراهيم الأثري. وأقيمت مدرسة الهفوف الأولى، على هضبة أم الخبيصي، التي كانت في الأصل بستاناً يملكه أحد أفراد أسرة الشعيبي، وتم شراؤه منه، لتقام عليه المدرسة. وشيد مدخلها الشرقي وفقاً لفن العمارة العربي الإسلامي، وتم افتتاحها أول مرة، سنة 1360ه، برعاية أمير الأحساء آنذاك الأمير سعود بن جلوي، وبحضور الأمير عبد المحسن بن عبدالله بن جلوي، وكوكبة من رجال العلم في الأحساء والأهالي، وسط فرحة بالغة. وبعد الافتتاح التحق في المدرسة عدد من الطلاب، من بينهم الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، وأخيه الأمير سعود الفيصل.