تشهد الأحساء اليوم إطلاق سبعة مواقع تراثية وأثرية، هي: مسجد جواثا الأثري بعد اكتمال ترميمه، مدرسة الهفوف الأولى، منزل البيعة، قصر إبراهيم، سوق القيصرية، ووضع حجر الأساس لمشروع تطوير وسط الهفوف، ومشروع مركز الأحساء للتراث العمراني. ويواكب إطلاق هذه المشاريع السياحية بعد إعادة ترميمها وبنائها، صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء ورئيس مجلس التنمية السياحية، ويختتم حفل الاطلاق بحضور الحفل الختامي لجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني في قاعة هجر في أمانة الأحساء. مواقع التراث وأفاد «عكاظ» الأمير سلطان بن سلمان أن الأحساء تعتبر من أهم مواقع التراث الثقافي في المملكة، وهي غنية بعمقٍ تراثيٍ فريد. وقال الأمير سلطان بن سلمان: «تدارسنا مخططا مع محافظ الأحساء وأمينها بتحويل وسط الهفوف إلى قطاع ثقافيٍ مميز لما يشتمل عليه من مبان أثرية نفيسة، لأن مستقبل المنطقة الاقتصادي يرتبط بمدى العناية والاهتمام والاستثمار لما يوجد فيها من الآثار والتراث، والأحساء من أغنى المناطق في ذلك، ونتطلع أن يكون لها تنظيم يكفل لها الخصوصية، فالهفوف وغيرها من مدن الأحساء ستكون منطقة سياحية من الطراز الأول لما تتمتع به من عمق تاريخي وثقافي وريفي وبحري. يوم استثنائي واعتبر المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية والآثار في الأحساء علي بن طاهر الحاجي أن يوم الثلاثاء (اليوم) استثنائي للأحساء وأهلها، حيث ينتظر الجميع تدشين أبرز المعالم السياحية والاقتصادية في المحافظة، في حدث ستنعكس آثاره على الأحساء سياحيا واقتصاديا وتنمويا. «عكاظ» رصدت ميدانيا المشروعات التي تدشن اليوم، وهي: المدرسة الأولى أول مدرسة نظامية في العهد السعودي افتتحت في الهفوف عام 1356ه في عهد الملك عبد العزيز، وقد اتخذ مبناها منذ عام 1418ه مقرا لفرع الجمعية السعودية لعلوم العمران بعد تسجيله كأحد المباني الأثرية لدى الهيئة العامة للسياحة والآثار، وستحول إلى مركز حضاري للهفوف يضم متحفا للتراث وصالة عرض للمعارض الفنية والبرامج الثقافية، وستتخذه الإدارة العامة لتربية وتعليم البنين مقرا لحفظ وثائق الأحساء وسجلاتها التعليمية القديمة. منزل البيعة بنى المنزل الشيخ عبد الرحمن بن عمر الملا قاضي الأحساء عام 1203ه إبان حكم الإمام سعود، وشهد قدوم الملك عبد العزيز ليلة 5/5/1331ه لفتح الأحساء، واستقر في هذا المنزل، وبات في إحدى غرفه التي شهدت أول لقاء بين الملك عبد العزيز والشيخ عبد اللطيف الملا، ومن ثم مبايعة أهالي الأحساء له على السمع والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ولم تطلع الشمس حتى بايع سكان الهفوف كافة الملك عبد العزيز في هذا المنزل الذي يعد نموذجا للعمارة التقليدية وتقدر مساحته بنحو 705م2. مسجد جواثا يبعد عن مدينة الهفوف نحو 17 كم، وهو ثاني مسجد أقيمت فيه صلاة الجمعة في الإسلام بعد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ حين أسلم بنو عبد القيس هموا ببناء هذا المسجد الذي لا تزال آثاره باقية حتى الآن، واهتمت إدارة المنتزه الوطني باعتبارها الجهة المسؤولة عن المنطقة المحيطة به بتحسين منطقته وتحويلها إلى موقع سياحيٍ يقصده مئات الزوار، كما رمم المسجد والتنقيب حوله. قصر إبراهيم يتكون من مسجد القبة ومقصورة القيادة وحمام بخاري وجناح للخدمة، ودورات مياه ومستودع للذخيرة وأبراج وغرفة للاتصالات، وضمن مراحل ترميمه أضيف إليه بعض الملحقات بتكلفة بلغت نحو خمسة ملايين ريال لتحويله إلى مركز دائم للتراث والثقافة ومعلم من المعالم السياحية بعد افتتاحه لأول مرة من قبل إدارة تربية وتعليم البنين في 6/4/1423ه. سوق القيصرية أكملت أمانة الأحساء بناء سوق القيصرية التاريخي بتكلفة بلغت 15 مليونا. ويقع سوق القيصرية في قلب الهفوف ويتميز بمبناه المصمم على الطراز المعماري الإسلامي المبني في العهد العثماني، الذي يمثل وجه الأحساء بملامحه التاريخية والتراثية، فكل من يريد التعرف على وجهها التاريخي يزور هذه السوق العريقة التي تعد أقدم الأسواق في شرق الجزيرة العربية، وأول سوقٍ مسقوف فيها. ومن المؤكد أن السوق المسقوفة كما يقول الدكتور فيدال مؤلف كتاب (واحة الأحساء) نشأت مع وجود العثمانيين في المنطقة في القرن العاشر الهجري، ويشير إلى أنها بنيت في بداية عشرينيات القرن الميلادي الحالي، ولا يعرف بالضبط تاريخ فترة بنائها إلا أنه تم في الفترة ما بين 1917م- 1923م، حيث كانت القيصرية عندما التقط (فيلبي) أول صورة لسوق الخميس الشعبية سنة 1917م لم تجدد أو يعدل بناؤها، ولكن المبنى الجديد اكتمل سنة 1923م في عهد الملك عبد العزيز، وحافظت القيصرية على شكلها المعماري الفريد وواجهتها المتمثلة في صفوف من أقواس ترتكز على أعمدة بنيت خلال فترة الحكم العثماني.