عندما نتبصر في مجريات الحياة وتلك الأيام التي يداولها الخالق بين الناس لنعلم أن المآل إلى الآخرة نرجو رحمته ونخشى عذابه ،اليوم هو يوم الجمعة الموافق 16/9/1436ه وفي هذا اليوم قبل أربعة اعوام بالتمام يوافق وفاة "شيخ الرياضين" والدنا عبدالرحمن بن سعد بن سعيد اذ انتقل إلى جوار ربه في يوم 16/9/1432ه وأديت عليه الصلاة في مسجد الملك خالد في جنازة مهيبة رحمه الله رحمة واسعة اذ فقدت الساحة الرياضية علماً من أعلامها ورمزاً أساسياً من رموز الرياضة العربية والسعودية خاصة وستظل ذكراه حية لدى كل الرياضيين بدماثة أخلاقه وعطاءاته العظيمة للقاصي والداني وتاريخه الرياضي الذي لا يملك مثله أحد بتلك الصفحات المليئة بالمنجزات التي تحتاج إلى مؤلفات بقلم رياضي يملك مفاتيح التاريخ ومعاصراً لذلك الرجل المواطن المخلص لدينه ومليكه ووطنه. أحب الرياضة منذ نعومة أظفاره أسس الأندية في أكثر مناطق المملكة وصرف ماله لإحياء الرياضة ونشر مفاهيمها السامية حتى أصبح الرمز الشعبي الأول لا ينازعه على هذه الصفة والمركز أحد أبداً. لي معه ذكريات كثيرة ومواقف متعددة أذكر منها ذات يوم كنا لديه في مزرعته في العمارية غرب مدينة الرياض وإذا برجل يدخل علينا لا نعرفه وبعد أن جلس دقائق نهض ثم توجه إلى أبو مساعد وقال له(ما فيه إلا سلامتك يا بو مساعد أنا عليّ دين قدره 20 ألف ريال وهذا الصك أحمله معي يثبت صحة كلامي والله العظيم إذا لم أسددها سأدخل السجن واشهد الله على صحة قولي). سكت أبو مساعد برهة من الزمن ثم تناول دفتر الشيكات وكتب له ذلك المبلغ وقال أحد الحاضرين ان هذا الرجل يشجع الفريق الآخر قال رحمة الله عليه وما المانع أن أعطيه وهو مستحق أنا أرجو بها وجه الله ولست مسؤولاً عن انتمائه وبتلك الإنسانية التي يعرفها عنه الكثيرون طلب من الرجل الدعاء له فقط إن مآثره الجليلة والكثيرة يعرفها المقربون منه وموقفه أيضاً من الكبتن سعد الجوهر عليه رحمة الله وغيره المئات من الرياضين. معذرة أيها القارئ الكريم فأنا عاجز عن حصر عطاياه الإنسانية وبعد مرور أربعة اعوام على وفاته نتوجه للعلي القدير أن يجعله مع النبيين والصديقين والشهداء إنه سميع مجيب. * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم