في سياق المقالة السابقة وقصة استقالة شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعد بن سعيد عليه رحمة الله اتحدث في هذه السطور عن جوانب من حياته واعماله الخيرية التي لا يمكن لي حصرها رغم انني املك الكثير من المعلومات وعايشت واقعه الانساني الكبير وبتلك الايادي البيضاء التي تملك القدرة ومحبة العطاء الوفير وسد حاجة كل من يلجأ اليه بعد الله بمختلف الميول الرياضي والاجتماعي. ففي مقر اقامته في مزرعته في العمارية يفد اليه الرياضيون من كل الاندية يتحدثون في شؤون الرياضة وشجونها بكل حرية صادقة ومدروسة بعيداً عن كل ما هو خارج او جارح ويتداولون الحديث الرياضي المألوف وما قيل عنه انه متعصب بحبه للهلال وبكره بعض الاندية قول بعيد عن ما شاهدته وسمعته؛ صحيح انه يحب الهلال بحكم تأسيسه له الا انه واقعي في نقده عندما يقع فريقه في أخطاء ومن لا يعرف عن ابي مساعد فهو يملك النقد الفني لانه كان لاعبا معروفاً في زمانه وقد لعب ضد منتخب الجزائر عام 1377 امام الملك سعود عليه رحمة الله وفاز منتخبنا بهدف للا شيء سجله اللاعب المصري سيف الدولة، وقد كنت مشاركاً في ذلك اللقاء الودي، ومن صفات شيخنا الطيبة الانسانية التي اعرفها واشهد الله على ذلك انه كان لديه سائق يدعى (علي ابو زينة) من الجنسية اليمنية الشقيقة اوكل اليه اعماله الخيرية فهو يذهب في ظلمات الليل بتلك السيارة الحمراء الونيت لبيوت بعض الفقراء والمساكين ويوزع عليهم الارزاق والاموال في سرية تامة لا يعرفها الا المقربون جداً له يرجو ما عند الله. ذات ليلة ونحن لديه في مجلسه دخل عليه رجل يشتكي حالة الفقر التي يعيشها وان عليه ديناً ملزماً بتسديده في يوم الغد فقام شيخنا وكتب له شيكاً بمبلغ احتفظ انا برقمه، وقال احد الجلوس ان هذا يشجع ذلك الفريق وانه ليس هلالياً فقال له ابو مساعد عليه رحمة الله وماذا عليّ وانا اعمل ذلك لوجه الله ثم قصته مع لاعب النصر سعد الجوهر يرحمه الله عندما ذهب اليه في المستشفى وقدم له الشيء الكثير. هذه بعض من سجايا هذا الانسان الطيب الذي افضاله طالت اكثر الرياضين والوقائع والاحداث تسجل له مواقفه في تاريخ لا يمكن ان يموت بل ان ما قدمه يحتاج الى قراءة واقعية من كل جلسائه واصدقائه الرياضيين. في عام 1376 وبعد ان تخرجنا من الابتدائي انا وبعض الزملاء توجه الكثير منا للعمل ببعض الدوائر الحكومية برواتب زهيدة لا تتعدى المائتي ريال والبعض الآخر حبذ الدراسة والتعلم على الآلة الكاتبة في المعهد السعودي (بالبطحاء) خلف مقر النجدة في شارع الوزير وكانت تكلفة الحصول على شهادة اربعة مئة ريال ومنهم ناصر الموزان حارس الهلال المشهور تكفل شيخنا بدفع تلك المبالغ. ان اولئك الذين يحاولون النيل من الرواد والرموز الرياضية الذين اثروا الساحة الرياضية بفكرهم وقدموا المال والجهد فحري بنا جميعاً ان نقدرهم فهم صناع التاريخ الرياضي. ان بعض (الهجاصين) الذين اخذوا على عاتقهم الإساءة باساليب وخيمة آن لنا الآن ان نعمل على ايقاف مهاتراتهم (الخسيسة) وهي مسؤولية تقع على عاتق الرئاسة العامة لرعاية الشباب في حماية اصولنا الرياضية اللهم اغفر لهم جميعا. *استاذ محاضر في قانون كرة القدم