تبدو اللحظة وكأنها محكمة الإغلاق.. تتباهى بأنك قادر على استدراجها دون إحساس بالإثم. أو تماهٍ بالخيانة. تخضع محاولاتك كلها لبرودة المكان، وفراغ الزمن. هل أنت في امتحان؟ هل اللحظة هي التي تسأل وهم يصمتون ثم تفرز إجابات الصمت ثم تتكاثر ملفات الأسئلة بالإجابات الصامتة ثم تحال إلى منافي النسيان هذه اللحظة التي يضاعف الزمن فيها حضوره بدقة، تفتح كل العناوين المنسية تجعل من المدن مدينة واحدة تراها أمامك تتسرب بين الفراغ والفراغ وبين عشق الحرية والهروب إليها وبين أوهام من يدّعون البطولات والتذرع بقرب تدوينها وبين من يحضر وهو غائب وبين من يحارب للحضور وهو مسافر وبين من يقف تحت ضوء الشمس وآخر يجول في الشرايين وثالث يسرقه الحزن ويذهب معه في إجازة تتعب وأنت تمارس التفكير وتريد أن تصدق أنك من الممكن أن تتشح بليل أمل طال تعلقك به تستدعي داخلك تتذكر من اعتادوا على سرقة النهار، والمدن، والليل ومن اعتادوا سرقة الجذور. والأوسمة تعود إلى اللحظة المحكمة الإغلاق تحاول أن تستظل بفضائها المضيء تتوسد به تستعمره برفض داخلي بأنه هو من يستعمرك غائبون، ولكنهم يفتحون نوافذ على العالم. رغم إحكام الدائرة للمكان طعم آخر، وللزمان كذلك طعم أكثر اختلافاً هذه اللحظة الميتة، والمنغلقة تبدو أكثر قدرة على أنسَنَة المكان، وفتح أبوابه لاحتواء الآخر أتصفح أناملي تغافلني لحظات من الفنتازيا يبدو الميدان أكثر اتساعاً تتكاثر به التشكيلات الذهنية وأروقة الأزقة الضيقة التي يتقاتل في داخلها أطفال ونساء وشيوخ، ثم يصمتون فجأة، ثم يعاودون الاقتتال. تشرق الشمس و تغيب، وتحملهم الأمواج، وتعيدهم. يشربون قهوتهم، وتتغير جغرافية المكان. لكن الوجوه تعود كما هي لا تكتفي بالمشاهدة والصراخ ولكنها تصر على الاقتتال من أجل كثير من الأحلام المفتعلة.