العيد في المدينةالمنورة له طابع خاص ونكهة مميزة تعبق بالروحانية وتختزل في الذاكرة الماضي الجميل ، ففي يوم العيد يخرج الناس إلى أداء الصلاة في الحرم النبوي الشريف، وبعد الانتهاء من الصلاة ينتشرالأطفال بملابس العيد الجميلة في الساحة الخارجية للحرم، فرحين سعداء بالعيد، ويقوم الكبار بمعايدة الأقارب والجيران ويتبادلون الزيارات فيما بينهم،أما الأطفال فيخرجون للمعايدة ، فيتجولون بين بيوت الحارة، تغمرهم الفرحة البالغة بالعيد، وفرحين بما يحصلون عليه من عيديات وحلويات،وقديما تنصب في العيد بالمدينةالمنورة مراجيح يلعب بها الصغار، وعلى الرغم أنها بدائية ، إلا أنها لاتوجد إلا في مناسبات العيد، كما تميز المطبخ المدني ببعض الأكلات الشعبية والحلويات المدنية التي ارتبطت بالعيد، ماجعل لعيد المدينةالمنورة نكهة خاصة وفرحة كبيرة ، إلا أن تغير الحياة والتطور وسطوة التكنولوجيا وتغلغلها في كل شيء في حياتنا جعل كل ذلك يصبح من الماضي ، هذا ما أجمعت عليه مجموعة من السيدات في حديثهن عن مظاهر العيد في مقارنة بين العيد أيام زمان وعن العيد الآن. آمنة عبد الصمد عطاالله/ سيدة أعمال تبلغ 50 سنة تقول في العيد يقوم أهلنا بخياطة ملابس جديدة لنا وكنا نشعر بالفرحة بهذه الملابس والسيدات يقمن بتنظيف البيت قبل العيد بأسبوع ثم بعد ذلك تبدأ مراسم العيد بصيام يوم عرفة والإفطار في الحرم النبوي ويقوم الجد بذبح ذبيحة يوم الوقفة ويقومون بطبخ طبخات معينة منها الشربة للفطور والسلات والأرز للعشاء ونفطر ونصلي المغرب والعشاء في الحرم ونذهب لبيت الجد وكل عوائل المدينة يجتمعون في بيت الجد الكبير سواء الجد للأم أو الجد للأب ، بعد ذلك يأتي يوم العيد فيذهب الرجال والنساء لصلاة المشهد متبخرين متعطرين نصلي صلاة المشهد نخرج من الصلاة يعايد بعضنا البعض ونسلم على بعض بمودة بعد الخروج من الحرم نذهب لبيت الجد الكبير نقوم بالشوي وتحضير السلات والطحينة ويكون هذا هو الفطور يوم العيد بعد ذلك نتوجه لبيت أحد الأقارب يكون لديه الغداء يوم العيد ، بعد الغداء نتوجه لأحد الأقارب يكون لديه العشاء ، هكذا فتكون جميع البيوت عامرة ومفتوحة للجميع بدون استثناء، حتى عند موت الجد يقوم ابنه الأكبر بجمع العائلة في منزله أسوة بوالده ليصبح كبير العائلة لكن مع تغير الحياة اصبح التفكك الأسري واضحا، فالبعض يسافر ولايهتم باجتماع العائلة والآخر مرتبط بالتزامات فيكتفي بتوزيع العيدية وبأخذالثلث المخصص لهم من العيدية دون اجتماع أو معايدة ، اتمنى تعود هذه التقاليد ببساطتها مرة أخرى،بالنسبة لي بعد وفاة والدتي فضلية محمد حسن الأنصاري -رحمها الله- شقيقة ناجي الأنصاري الكاتب والمؤلف المعروف أصبحنا نجتمع في بيت خالي سنويا في العيد . الحلويات حاضرة ناجية زين: تقول العيد فرحة كبيرة جدا لكل أفراد الأسرة ، ولعيد الأضحى المبارك نكهة خاصة وطقوس وعادات جميلة في المدينةالمنورة ، فكان الأهل يجتمعون ليلة وقفة عرفة في مزرعة الوالد ونقوم بالإفطار فيها وفي اليوم الثاني وهو أول أيام العيد بعد صلاة العيد مباشرة نقوم بالذبح وتوزيع اللحم للجيران والأصدقاء وبعد الظهر نستقبل الأقارب ويكون الجميع في فرح وسرور مع أطفالهم ويكون هذا الوضع مستمرا أربعة أيام العيد ، هذا الشيء موجود إلى الآن ومازلنا نحافظ على هذه العادات الجميلة . أما أمل حمزة-معلمة- لها رأي آخر فهي ترى أن كل شيء تغير ولم يصبح كما كان قديما، لم يكن للعيد بهجتة السابقة فتقول : اجتماعات العائلة لم تعد كثيرة فالسواد الأعظم لايحبذ الخروج في الصباح ويفضلون الخروج في الليل ليس كما كان في السنوات السابقة فيقوم الأب بذبح الأضحية في الصباح والأهل كلهم نائمون وينتظر إلى الليل ، ولو كانت هناك اجتماعات عائلية فهي تفتقر للحميمية والترابط المودة وأصبح التفاخر هو السائد فيما بينهم، من الأفضل ومن يستطيع أن يولم وليمة العيد ببذخ أكثر من الآخر حتى الاجتماعات في المزارع أصبحت قليلة إن لم تكن نادرة واذا تمت هذه الاجتماعات تقتصر على كبار السن فقط بدون مودة كانت بساطة وحبا والآن تفاخر من الأحسن والأفضل كنا نجتمع أحلى اجتماع لكن عند وفاة جدتي تفرقنا وأصبح كل شخص يجتمع مع أولاده فقط دون باقي أفراد العائلة أكدت أم فهد موظفة : بأن مظاهر العيد التي عاشتها منذ الصغر بعضها اندثر والأخرى لا زالت بعض العوائل تجاهد للحفاظ عليها ، افتقدنا الزيارات العائلية للأجداد والأعمام بعد الخروج من صلاة العيد مباشرة ، والتي بدأت تتلاشى بسبب الأتيكيت وتغير أسلوب الحياة الحديثة كما أننا افتقدنا الأكلات الشعبية التي كانت تقدم في العيد كالمشبك والمعمول والمقلقل والسلات التي استبدلت بالشوكولاتة والحلويات الشرقية والبوفيهات . وجبة اللحم من مميزات العيد