فابيان إستويانوف يبدو أن النصر لم يستفد من خطأ الموسم الماضي عندما تسرع ولم يجدد عقد مهاجمه التون، وها هو ذا بنهاية الموسم الحالي لم يجدد للمتألق فابيان إستويانوف الذي يعد أحد نجوم الفريق واهم اوراقه الرابحة، ليبدأ في رحلة البحث عن لاعب اجنبي بديل، غير أن البديل من الصعب الحصول عليه في الملاعب العربية والآسيوية لأن النجوم المتألقة تتمسك بها انديتها ولا تفك ارتباطها بها بل تبحث عن تعزيز لها بلاعبين آخرين. أقول من واقع تجارب سابقة للنصر وغيره من انديتنا المحلية ربما يعض النصراويون اصابع الندم على تفريطهم بفابيان الذي يقدم حلولا متعددة للنصر في مبارياته بما يشكله من خطورة بالغة على مرمى منافسيه، ووجدناه يتألق ويساعد الفريق على العودة إلى المباريات التي يتأخر فيها او يكاد يخسرها. كانت الجماهير تتطلع لإنهاء عقد المدافع البحريني وتتوقع ذلك من الادارة والجهاز الفني، إذ بها تتفاجأ برحيل فابيان الذي خسر النصر برحيله واحداً من أهم مفاتيح خطورته ونجومه المتألقين بما يمتلكه من ذكاء وقدرة على التسديد وارسال الكرات العرضية والعكسية للمهاجمين بجانب لاعب الوسط ادريان. وإذا كان النصر يمتلك اسماء وملفات لاعبين لديهم القدرة على العطاء والابداع بما يفوق قدرات وامكانات فابيان فلن نلوم الادارة على رحيل فابيان كما لا يلومها أحد على مغادرة ويلا الذي لم يضف للهجوم النصراوي ما يشفع له بالبقاء مع العالمي، ولكن إذا كان البديل امثال ويلا وماركينوس فإن ذلك سيؤثر في عطاء الفريق بما تركه فابيان الذي يؤدي أكثر من دور داخل الملعب إلى جانب اجتهاده في ابتكار حلول اخرى مستثمرا مهاراته الفردية. النصر يحتاج إلى مهاجم صريح قادر على التسجيل ليشكل خطورة اضافية بجانب السهلاوي ويساعده على ارباك المدافعين من خلال الحلول التي يمتلكها ويستطيع ترجمتها في منطقة جزاء المنافسين، كما فعل التون الذي وصل إلى افضل حالاته وشكل ثنائيا خطيرا مع السهلاوي، وبات النجم البارز مع نهاية الموسم الماضي، غير أن النصراويين كان لهم رأي آخر وعدم الاقتناع بما سجله من أهداف، وما قدمه من خطورة وازعاح لكافة المدافعين الذين واجههم واستطاع التخلص منهم، وهز شباكهم، لكنه للأسف لم يستمر فتم الاستغناء عنه والتعاقد مع اكثر من لاعب لم ينجحوا باستثناء فابيان بيد انه تبعه بقرار الاستغناء. في تعاقدات انديتنا امور غريبة وقرارات اغرب من خلال رحيل المبدعين ومجيئ المتعبين الذين يرفعون ضغط الجماهير لتعلوا اصواتهم مطالبة برحيلهم وجلب بدلاء لهم في الانتقالات الشتوية. وفي الاهلي خير دليل الذي استغنى عن الكبير وعاد إلى ملف برونو واوزفالدو والاثنين لم يقدما شيئا يذكر، مع أن الكبير يمتع ويسجل وكان يحتاج لمزيد من الوقت. والحال في الهلال لا يختلف كثيرا مهما جاءت المسوغات فرحيل نيفيز يعد خسارة لأنه لاعب مبدع ويقدم حلولا فنية لأي مدرب، وكان احد المفاتيح المهمة واللاعبين المثمرين في تحقيق كأس الملك، وإن كان المبلغ المادي العائد من انتقاله كبيرا جدا لكن تعويضه سيكون اصعب وخسارته اكبر فالمبدعون صعب تعويضهم والحصول على اخرين يقدمون افضل مما كانوا عليه، فهل ينجح النصر والهلال في تعويض فابيان ونيفيز ام يعضون أصابع الندم على قرار الاستغناء عنهما؟!