بالطريقة ذاتها، تعامل المتصدر والوصيف مع معطيات المباراة، حرقا أعصاب جماهيرهما ومتابعي دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، رفضا «ركلتي الجزاء» اللتين احتسبتا لهما ضد الفتح والخليج وتركا أصحاب المراكز المتأخرة يتقدمون ويحرزون هدف السبق، وقبل أن يطلق الحكم «صافرته» وبعد أن حبسا أنفاس أنصارهما انتفضا «فجأة» فأحرزا هدف التعادل، لكن فرحة «المعادلة» ليست كفرحة الفوز، فالأعين التي كانت ترقب تارة هنا وتارة هناك ظلت متأهبة حتى الوقت «بدل الضائع». أما أكثر «الكاسبين» من التعادل أو التعثر النصراوي والأهلاوي، فهما أصحاب المراكز الثالث والرابع والخامس، فقد تقلصت المسافة بينهما وبين الوصيف كثيراً، بينما أثبت دوري عبداللطيف جميل الذي خطا جولته ال17 أمس أن ل«نقطته» طعماً مختلفاً، وأن صراعه في المراحل المقبلة لن يكون «سهلاً»، لا على أصحاب المراكز الأولى ولا على أصحاب المراكز المتأخرة، فكل يغني على ليلاه، إما سعياً وراء الاحتفاء بلقب أو الفرح بالبقاء والابتعاد عن شبح الهبوط. الفتح - النصر جاءت البداية لمصلحة أصحاب الأرض من خلال السيطرة على منطقة المنافسة التي منحته الأفضلية، غير أن هذه السيطرة لم تثمر عن خطورة على مرمى عبدالله العنزي. وفي الدقيقة 10 طالب النصراويون حكم المباراة الخضير باحتساب ركلة جزاء بعد إعاقة المهاجم حسن الراهب من أحد مدافعي الفتح، إلا أن الحكم أشار بيده إلى استمرار اللعب. تدريجياً استطاع النصر استعادة السيطرة على وسط الميدان ودانت له الأفضلية، ومنح الحكم البطاقة الصفراء الأولى بحق مدافع الفتح توفيق بوحيمد بعد اعتراضه هجمة صفراء مرتدة قادها البولندي ادريان من منتصف الملعب (18)، ونفذ حسين عبدالغني ضربة زاوية بالمقاس على رأس السهلاوي الذي صوبها تجاه المرمى ولامست العارضة العلوية، وازداد قلق النصراويون في ظل الفرص المهدرة والسهلة من مهاجمي الفريق داخل منطقة الجزاء، في المقابل تراجع لاعبو الفتح كثيراً في ملعبهم لمراقبة مفاتيح الخطورة الصفراء، وكانت أخطر الفرص في هذا الشوط لفريق الفتح بعدما تسلّم حمدان الحمدان الكرة خارج منطقة الجزاء قبل أن يصوب الكرة أرضية قوية شكلت خطورة على العنزي (42). وفي الشوط الثاني، دفع مدرب النصر بالمهاجم الإكوادوري ارماندو ويلا بديلاً عن حسن الراهب، للبحث عن حلول في خط الهجوم، ووضح تصميم وإصرار لاعبي النصر على اللحاق بالوقت من خلال الهجوم والضغط المستمر على مرمى الفتح، إلا أن النهاية السلبية كانت السمة السائدة لهجماتهم. ورمى فيها مدرب النصر داسيلفا بآخر أوراقه من خلال الزج بأحمد الفريدي والأوروغوياني فابيان كبدلاء عن شايع شراحيلي ويحيى الشهري، وشهدت الدقيقة 69 هدفاً ملغى للنصر سجله المدافع عمر هوساوي بداع التسلل. وأشرك مدرب الفتح فايز العلياني بديلاً عن المصاب مبارك الأسمري (73)، ومنح الحكم بطاقة صفراء ثانية للاعب إبراهيم غالب (79) بعد اعتراضه على قرار حكم المباراة. وأنقذ الحارس عبدالله العنزي فريقه من فرصة هدف مؤكد للفتح من خلال هجمة انفرادية قادها العلياني من منتصف الملعب مستغلاً ضعف المراقبة الدفاعية للاعبي النصر قبل أن يسدد الكرة ويبعدها العنزي إلى ركلة زاوية نفذها مباشرة التون وأرسلها عرضية لحمدان الحمدان الذي أودعها داخل الشباك الصفراء كهدف أول للفتح. وبدأ النصر من جديد رحلة البحث عن هدف التعديل، وكاد يتحقق له ذلك بعد أن احتسب حكم المباراة ركلة جزاء إثر تعرض الفريدي للإعاقة ليتقدم لها السهلاوي ويسدد الكرة ليتصدى لها الحارس علي المزيدي. ارتفعت حدة الندية بين الطرفين وسط محاولات مستميتة من لاعبي النصر في البحث عن هدف التعادل، وفي الدقيقة الأخيرة كاد البرازيلي التون جوزيه تعزيز النتيجة لمصلحة فريقه بعد تسديدة قوية له داخل منطقة الجزاء غير أنها اصطدمت بالقائم الأيمن. وفي الوقت بدل من الضائع نجح البديل ويلا من تسجيل هدف التعادل للنصر بعد تمريرة من غالب داخل منطقة الجزاء غمزها ويلا كهدف تعادل. الخليج - الأهلي لم يمهل الخليج ضيفه الأهلي أية فرصة للتفكير في كيفية الحصول على نقاط اللقاء الثلاث، عندما بدأوا المواجهة بشكل قوي ومفاجئ رغبة في تسجيل هدف سبق، وبكر المهاجم بوبا بالتسجيل في الدقيقة الرابعة عبر كرة رأسية وصلته من ركلة ركنية حولها إلى مرمى عبدالله المعيوف كهدف للخليج. تقدم الخليج أزعج الأهلاويون كثيراً، ما جعلهم يتقدمون صوب شباك مسلم آل فريج، لإدراك التعادل ومواصلة الحفاظ على الرقم القياسي (عدم الخسارة لأكثر من 400 يوم)، ونوّع الأهلي من هجومه، لكنه وجد الحارس آل فريج يقظاً ومتابعاً، إذ نجح في التصدي للكثير من المحاولات الهجومية الأهلاوية. قوة هجوم الأهلي ضعفت بعد فقدانها لخدمات المهاجم السوري عمر السومة، الذي خرج مصاباً إضافة إلى خسارة المدافع محمد أمان بسبب الإصابة أيضاً، وبحث المهاجم البديل صالح العمري باستخدام مهارته الفردية عن مسلك يؤدي به إلى مرمى الخليج، فعلى رغم محاولاته الكثيرة إلا أنه لم يستطع هز الشباك. سوء الحظ لازم الأهلاويين كثيراً، بما في ذلك الركلة الجزائية التي احتسبها الحكم مرعي العواجي، واحتج عليها كثيراً لاعبو الخليج، والتي أهدرها تيسير الجاسم (75)، بعد أن طوّح بالكرة فوق العارضة، لكن الإثارة مجدداً صوب الحكم العواجي، الذي طالبه الأهلاويون بركلة جزائية لاسفالدو بعد وقوعه داخل منطقة ال18، لكن الحكم لم يحتسبها. وحينما دبّ اليأس في جمهور الأهلي بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة، جاء الفرج من طريق كامل الموسى، الذي أكمل كرة صوّبها المصري محمد عبدالشافي أكملها الموسي إلى مرمى الخليج كهدف تعادل لفريقه (92).