الكل يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الجبهة الداخلية هي عنصر أمان هام وحصن منيع في وجه كل معتدٍ، والأحداث وإن كانت مؤلمة ومحزنة إلا أنها شاهد عصر على صلابة اللحمة وتعاضد الجسد الواحد لشعب المملكة الأبي، حادثة (حنين) ليست منا ببعيد عندما نادى دعاة الشر لإحداث الفتنة فكان الجواب صاعقاً وموجعاً للأعداء. لقد كانت كاميرات العالم ومراسلو وكالات الأنباء يترقبون الحدث ويستعدون لتسجيله بأقلامهم وعدساتهم وفعلاً سجلوا مشهداً لا يمكن تمثيله أو صنعه أو حتى الإلمام بجوانبه عندما قال المواطنون نحن أكثر وعياً وأشد ضراوة على أعداء الله، فكانت الهزيمة النكراء لمعاول الهدم والفساد العالمي وصوروا أفضل عمل على أرض الواقع امتنع الناس عن الظهور ليس بفعل القمع أو سلطة العسكر ومدججي السلاح، بل أدرك الشعب الوفي دوره وفاعليته في الوقت المناسب والكيفية التي أجمع عليها بدون تخابر ولا تواصٍ بغير الحق والسلام. واليوم يتكرر المشهد في (القديح) الجريح الذي آلمنا جميعاً حيث كرر عملاء الشر ودعاة الفتنة عملهم بالقتل والجرأة على الله في سفك الدم الحرام كماهو شأنهم وديدنهم وصفاتهم الكريهة بحب القتل والوحشية أذناب الفرس ودواعش الاعتداء والشر، ويأبى الله إلا أن يتم نعمته ونرى استنكار الجميع ورفضهم وتماسك أبناء الوطن الواحد في رفض الفتنة والوعي بخطرها. ثم تأتي توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية مدوية بمحاسبة كل مشارك أو داعم مع مرتكبي تفجير القديح، وهي إعلان صريح، بأنه لا تهاون مع هؤلاء الضالين المضلين أو من يحركهم ويقف خلفهم، ورسالة حازمة بأن المملكة لن تتوقف يوماً عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم، وجسدت توجيهات المليك لسمو ولي العهد، مشاعر الملك الذي يحرص على مواساة أسر ضحايا الحادث الأليم وتعزيتهم وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين مع تأكيده الصريح والقطعي بمحاسبة ومحاكمة كل من تورط في هذه الجريمة لينال العقاب الذي يستحقه جراء ما اقترفت يداه من اعتداء إرهابي آثم يتنافى مع قيم الإسلام. ثم تأتي كلمات سمو ولي العهد بأن الدولة بعون الله قادرة على حماية الوطن والمواطنين ولا ترضى بأن يمس أمن الوطن مِن كائن مَن كان وتضرب بيد من حديد على من تسوّل له نفسه العبث بأمن الوطن. حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء، ونحن مطمئنون بنصر الله وتأييده مادمنا على الحق سائرين وبحبل الله متمسكين ولقيادتنا مؤازرين وعلى الله متوكلين.