دعا أكاديميون ومتخصصون وباحثون تربويون إلى إستراتيجية جديدة لمحاربة الفكر المتطرف والمتشدد تبدأ بالمرحلة الابتدائية وتستمر حتى التعليم الجامعي تتبناها وزارة التعليم، وتساندها جميع إدارات وقطاعات الدولة، مؤكدين أهمية تسمية الجماعات والدول المعادية بأسمائها في الإعلام والدروس والخطب الدينية بدلاً من التوصيف الذي لا يوصل المعلومة لشرائح من الفئات المستهدفة، محملين إيران مسؤولية نشر التطرف واستهداف الدول الآمنة لأطماع سياسية لا تخفى على أحد. وانتقدوا تراجع الدور الأسري والتربوي والتعليمي والدعوي والقصور الإعلامي في مواجهة الدمويين الذين استباحوا حرمة المساجد والدماء المعصومة، مشددين على أهمية التعاضد لمواجهة العدو داخلياً وخارجياً، ومساندة وزارة الداخلية في الإبلاغ المباشر والفوري عن أي تغير فكري يطرأ على أحد أفراد الأسرة. وأكد د. غازي المطيري -مفكر وأكاديمي- أن حادثة القديح جاءت في سياق متصل كسابقتها في الأحساء من حيث اﻷهداف والإستراتيجية والتنفيذ في سلسلة طويلة من الأعمال الإجرامية التي نفذها التنظيم الإرهابي منذ عام 2003 م، والتي تكسرت موجاتها على جدار يقظة منظومة اﻷمن في المملكة، والمراقب يلحظ التغير التكتيكي في اختيار الزمان والمكان والظروف المحيطة، من أجل خلط اﻷوراق واستغلال الأجواء المشحونة التي تبثها رياح التدخلات السياسية والشحن المذهبي من إيران، والتي لا تخفي مؤسساتها السياسية والدينية والإعلامية والعسكرية تدخلها السافر في شؤون دول الجوار، وتتعاون مع الشيطان لتحقيق أهدافها ولأول مرة نلحظ مؤشرين خطيرين بين المد الفارسي الحاقد والتيار الخارجي المارق الذي تجسد في احتضان إيران لزعماء القاعدة وعائلاتهم، وإطلاق زعمائهم من سجون نوري المالكي في العراق وبشار الأسد في سورية، وتوظيفهم في مهاجمة الجيش الحر في سورية، وإضعاف شوكة المعارضة المسلحة، وشرائهم للنفط من مناطق نفوذهم. المطيري: إيران احتضنت الجماعات الإرهابية واستغلتها لتحقيق أطماعها الرومي: المتطرفون يدّعون نصرة الإسلام ويستهدفون موطنه الأول وشدد د. سليمان بن عبدالله الرومي -أستاذ بالجامعة الإسلامية- على أن التفجير الذي وقع في بلدة القديح وما سبقه من محاولات مماثلة للإخلال بالأمن يأتي في سياق سعي حثيث من جهات مشبوهة هدفها زعزعة الأمن في هذه البلاد المباركة، وتفتيت وحدتها وتماسكها وإشغالها عن مسؤولياتها تجاه مواطنيها ومحيطها العربي والإسلامي، ولا شك أن القاعدة وداعش تنظيمان إرهابيان؛ ومن وسائل تلك الجهات الخارجية لاستهدافنا، وعلى رأس هذه الجهات الخارجية إيران، ونتساءل كيف لتنظيمات إرهابية تدعي الجهاد ضد أعداء الإسلام وتعلن نصرة الإسلام، ومع ذلك تقوم بهذه الأعمال الإرهابية ضد المملكة، والحقيقة أن الواقع يجيب على ذلك فهذا الشعار المزيف ما هو إلا غطاء لدغدغة مشاعر البسطاء وعواطفهم لينساقوا لدعايات القاعدة وداعش فيخربوا بيوتهم بأيديهم، ويفتنوا أوطانهم بمثل هذه الأعمال الإجرامية. وانتقد د. حسن ثاني -أستاذ علم النفس التربوي المشارك- الربط ما بين الدين والإرهاب، لافتاً إلى أن الإرهابيين يسقطون مبادئهم على النص الديني، فالمشكلة في عقل القارئ وليس في النص، وعندما يصف البعض الإرهابيين بالخوارج والفئة الضالة، فإنهم يخطفون المفهوم العالمي للإرهاب ويحصرونه في زاوية محلية ضيقة. ودعا إلى تبني خطة إستراتيجية لمحاربة الفكر الضال بدءاً بالمرحلة الابتدائية وحتى الجامعية تكون مناشطها على مدار العام الدراسي ولا تكون ردة فعل فقط لأي حدث، محملاً وزارة التعليم المسؤولية الكبرى في محاربة هذا الفكر وهذه الثقافة واجتثاثها. ثاني: الإرهابيون يسقطون مبادئهم على النص الديني عثمان: العالم أجمع يشهد بحكمة المملكة في إدارة المواقف والخروج بالأمة نحو بر الأمان وطالب صديق عثمان -باحث سوداني- بتعرية الفكر المتطرف ومن يقف وراءه من دول ومنظمات وجهات تلبس لباسنا وتدعي عقيدتنا وهي عدو لدود للإسلام الوسطي؛ الذي جاء به النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم، مبيناً أن الحديث المباشر وجعل الرأي العام أمام مسؤوليته سيحد من تسلل الإرهاب إلى بلداننا. وأضاف: "إن ما تعرضت له المملكة من اعتداء إرهابي آثم هدفه إشعال النار المذهبية في بلد أعزها الله بالأمن والأمان، ولكن ذلك لن يفوت على قيادة هذه البلاد الطاهرة من خلال مواقفهم الثابتة تجاه الإنسانية جمعاء، فالعالم كله يشهد بحنكتها وحكمتها في إدارة أشد المواقف خطورة والخروج بالمواطنين وأبناء الأمة الإسلامية بأسرها نحو بر الأمان". ولفت د. حميد بن محمد الأحمدي -باحث تربوي- إلى أن نسبة 58% من مديري المدارس يرون أهمية تعزيز الأمن الفكري في المدارس وفقاً لدراسة علمية أجرتها جامعة نايف للعلوم الأمنية ربطت بين الضعف الدراسي والجنوح. الأحمدي: تعزيز الأمن الفكري في المدارس سيحد من الفكر المنحرف وعدد جملة من الأسباب التي تقود الحدث للانحراف ومنها الطريقة التلقينية في التعليم التي تجعل المتعلم خانعاً مطيعاً دون نقد، وقنوات الاتصال والشبكة العنكبوتية، والقصور الإعلامي في التوجيه، والتقصير في أداء المسؤولية من المعنيين، وانتشار الإشاعات المغرضة. وأوصى د. الأحمدي قيادات المدارس بأهمية تحصين الطلاب ضد الأفكار المنحرفة والهدامة، بتعريفهم بهذه الأفكار وأخطارها قبل وصولها إليهم منمقة مزخرفة فيتأثرون بها، لأن الفكر الهدام ينتقل بسرعة كبيرة جداً، ولا مجال لحجبه عن الناس. غازي المطيري د. سليمان الرومي د. حسن ثاني صديق عثمان د. حميد الأحمدي