قبل أيام عادت ابنتي إلى البيت بكتاب عن السخرية الإنجليزية، وكان باللغتين الفرنسية والإنجليزية، وتبدأ هنا السخرية الراقية منذ صفحة الغلاف الأول، حيث تطالعك العبارة التالية: «مسودة كتابك جيدة وأصيلة في ذات الوقت. لكن الجانب الأصيل ليس جيداً والجزء الجيد ليس أصيلاً». ولم يكن في الإمكان أن احتفظ بهذه المتعة، خاصة في هذه الأيام المملوءة أعياداً وغيرها. لذا قررت أن أترجم المقاطع الخاصة برؤية أصدقائنا الإنجليز لأصدقائنا الأمريكان، ٭ أمريكا بلد لا يعرف إلى أين يسير لكنه قرر أن يضرب الرقم القياسي في سرعة الوصول إلى هناك. ٭ أمريكا أمة الاختراعات العجيبة التي تقودها إلى مكان ما، وعندما تصل إلى هناك لا تدري لماذا فعلت ذلك وماذا تفعل هناك. ٭ الشعب الأمريكي لا يعرف ماذا يريد ولكنه يعض بأسنانه لتحقيق ذلك. ٭ السبب الوحيد الذي دفع كريستوف كولومبو لاكتشاف أمريكا هو العثور على بلاد تستطيع أوروبا أن تقترض منها الأموال. ٭ في أمريكا، يظل الشباب على استعداد لإشراك الكبار في جهلهم وقلة خبرتهم. ٭ الأمريكي على استعداد لعبور المحيطات للنضال من أجل الديمقراطية لكنه ليس على استعداد لعبور شارع صغير هناك للادلاء بصوته في انتخابات عامة. ٭ الرجال في أمريكا مأخوذون بكسب الأموال، والنساء بتقليص أوزانهن، يتحدث الرجال عما كسبوا وتتحدث النساء عما فقدن، وكلا الموضوعين ممل . ٭ نشترك مع الأمريكيين اليوم في كل شيء، ما عدا شيئاً واحداً هو اللغة. ٭ من المؤكد أنه تم اكتشاف أمريكا قبل كريستوف كولومبو، ولكن تم التستر على هذه الفضيحة. ٭ في أمريكا يحكم الرئيس أربع سنوات، والصحافة مدى الحياة. ٭ في أمريكا ليس أسهل من معرفة الفقراء، انهم أولئك الذين يقودون سياراتهم ويغسلونها بأنفسهم.