وكلّ يدّعي وصلاً بليلى وليلى لا تُقرّ لهم بذاكا المدعوّة ليلى سواء في القصيدة أو هنا لا علاقة لها بليلى العامريّة وانما رمز دلالي لأي صفة أو مكان أو حتى كائن حيّ. فدعونا نستدعِ المجتمع ككائن له ضمير ونسأل من الذي يُمثّل ضميرك ونعود مرّة أخرى للشطر الأول من بيت الشعر أعلاه حتى تتبين لنا الحقيقة أو ربما يجوز لي أن أصفه بالمأزق. لدى بعض الشعوب ضمير المجتمع هو مجموع قوانينه وسيادتها ومؤسساته الدستورية المُستقلّة والقيم التي يفترض أن يمارسها الجميع ويمتثل لمدلولاتها. ولدى شعوب أخرى يتمثّل في البرلمانات المنتخبة من الشعب ومؤسساته المدنية والدينية المكوّنة من كافة أطيافه وتياراته. وفي غيرها النُخب الفكرية والثقافية والعُلماء ربما تُعبّر عن ضمير المجتمع وتتحدث باسمه وترسم ملامح طريقه. الى غير ذلك من المفاهيم الدالة على ماهيّته ومدى سطوته وسلطته. ربما لاحظ القارئ الكريم بأن لا (أنا) انفرادية في أي مكان أو زمان تُقدَّم كضميرٍ للمجتمع فكيف يجرؤ فرد أياً كان وضعه الاجتماعي أو مستواه العلمي والمعرفي أن يُحدّث المجتمع ليقنعهم بأنه ضميرهم وممثلهم بأفكاره وقناعاته ليس هذا فحسب بل يذهب لأبعد من ذلك بحيث يُزعج السُلطات والأجهزة الرسمية في تدخلاته بقرارات لم تُتخذ الا بعد أن مرّت على مجاميع من العقول في كافة التخصصات بما فيها الدستورية. يسألونه من أنت؟ فيجيب أنا ضمير المجتمع! في ظني أن العيب ليس في هذا الفرد وقناعاته ولكن في مؤسسات التعليم وطرائق التربية التي شجّعت على الفردية وعجزت عن صهر (الأنا) في (النحن)، وكذا في غياب ما يُسمى بالعقد الاجتماعي فكل يغنّي على ليلاه. أقول لو انشغل كل فرد بشؤونه وأدى الواجبات المفروضة عليه وتفرّغ لها لكانت الحالة أفضل.. والسلام. لمراسلة الكاتب: [email protected]