من هنا أبث لكم بأصدق وأحر التعازي في موت الضمير الإنساني، فأحسن الله عزاءنا وأسأل الله أن يتغمدنا بواسع رحمته. وما علينا سوى أن نرفع أنظارنا إلى واقع مجتمعاتنا العربية، وأرجو أن لا نذهب بعيداً، فدلائل موت الضمير حولنا ليست بعيدة!. فها أنا وأنت نشاهده في كل مكان وعلى صعيد الدول والمجتمعات وأغلب الدوائر الحكومية والمؤسسات، وآه من موت الضمير!. حين يموت الضمير ينظر الرؤساء لأوطانهم على أنها مزرعة خاصة والشعب قطيع من الغنم، فيظلمون ويسفكون الدماء. وحين يموت الضمير يصبح المسؤولون وحوشاً كاسرة أو دمى تحركها أيدي العابثين والمفسدين، ويصبح وجع المظلوم معزوفة شعرية يتغنى ويستمتع بها قاضٍ قضى بالظلم. وحين يموت الضمير تنتهك الأعراض وتسلب الأراضي وتُزيف الحقائق ويصبح الحلال حراماً والحرام حلالاً، ويتناحر العلماء وتنعكس الرؤى والقناعات وتتخبط العقول وتضيع المفاهيم. إن كل ما حدث في عالمنا الإنساني من كوارث وأزمات ومحن وحروب ومجاعات ينبع – برأيي – من أصل واحد هو أزمة الضمير الإنساني!، وستستمر المأساة وستبقى تبعاتها طويلاً إن لم يستيقظ هذا الضمير، وإلى أن يحدث ذلك لا تمنعوني مشاطرتكم لي بفاجعة موت الضمير!.