بثت وسائل الإعلام خبراً مفاده أن قيادات المؤتمر الشعبي أعلنوا تأييدهم للشرعية والوقوف مع الشعب اليمني ضد المليشيات التي تقتل المواطنين وتدمر الدولة. ولو أردنا أن نعرف لماذا تأخر هؤلاء القادة في الاصطفاف مع أهلهم وأبناء وطنهم ضد المشروع التوسعي الفارسي لوجدنا الأسباب التالية: أولاً: الفطرة السليمة لأبناء اليمن التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه. ثانيا: إدراك شيوخ وأبناء قبيلة حاشد وبكيل الذين يمثلون معظم أفراد الجيش اليمني أنهم يقتلون أهلهم وأبناء وطنهم ويخربون ديارهم نتيجة حسابات خاطئة. فإيران التي أعلنت أنها سيطرت على أربع عواصم عربية ليس لنشر الإسلام أو لتنمية هذه الدول بل لإقامة الدولة الفارسية، كما قال محمد توستي مستشار المرشد خامنئي. وهنا اتضح لليمينين والعرب في الدول التي يتواجد فيها النفوذ الإيراني أن إيران تستخدمهم لتحقيق أهدافها وليس لنشر الإسلام. ثالثا: أخذ العبرة مما يحدث في لبنانوسورياوالعراق حيث إن وجود المليشيات الشيعية في تلك الدول تجعل وجود الحكومة وجوداً صورياً. فالدوله بجميع مؤسساتها (الجهاز التنفيذي والتشريعي والقضائي) يصبح رهينة ما تقرره هذه المليشيات. فالدولة في لبنان تعمل بدور رئيس لأن حزب الله لا يسمح بهذا، وفي العراق يتخذ الجهاز التشريعي (البرلمان) قراراً بالسماح للنازحين من الأنبار أن يدخلوا العاصمة بدون كفيل فيضرب بهذا القرار عرض الحائط. وفي سوريا يتم إبادة جميع الشعب مقابل أن يستمر أعضاء الطائفة العلوية في الحكم ولا يسمح أن يشاركه أحد من الطوائف الأخرى في الحكم. رابعاً: الوصول إلى قناعة لدى هؤلاء القادة أنه لا يمكن حتى لو انتصر الرئيس المخلوع في الحرب الدائرة في اليمن أن يستمر الوضع كما هو ولن يتمكن الرئيس المخلوع من الحكم وهو معزول عن محيطه العربي، فهذا بشار الأسد في عزلة عن دمشق ولا يستطيع أن يغادرها وأصبح تحت سيطرة الإيرانيين ويتبع توجهاتهم. خامساً: إدراك هؤلاء القادة في المؤتمر الشعبي أن وجود نظام ديمقراطي يقوم على الانتخابات والمنافسة بين الأحزاب سيضمن لهم الوصول الى السلطة نظراً لأنهم أكبر الأحزاب من حيث العضوية وأكثرهم تنظيماً وبالتالي فوزهم في أي انتخابات أمراً محسوماً. إذاً إنّ عملية الأمل هي الخيار الأمثل ليس لقادة المؤتمر الشعبي بل لليمنين جميعاً وبالتالي على جميع أبناء اليمن وخاصة أبناء قبائل حاشد وبكيل أن يسارعوا إلى رفع الغشاوة عن أعينهم والانضمام الى أهلهم نحو مستقبل سعيد إن شاء الله وبالتالي فالأفضل لهم أن يصلوا متأخرين بدلا من أن لا يصلوا أبداً. *أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز