كشفت دراسة أجريت مؤخراً النقاب عن أن التوابل والبهارات التي درج الناس على إضافتها إلى الأطعمة لتضفي عليها النكهة تحتوي على مواد فعالة من شأنها تخفيف الآلام وتلطيف الأوجاع الناجمة عن التهابات العظام والمفاصل الرثوية. فقد أشار الدكتور ديفيد جوليوس عالم أدوية الجزيئات والخلايا بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو إلى احتواء الثوم والفلفل الحار والخردل على مواد كيميائية ذات أساس كبريتي تستثير ردود الفعل في أعصاب تحسس الألم. أما الدكتور جاكوب تيتلبوم، مؤلف كتاب «الألم 1 - 2- 3) فقد أدلى بتصريحات صحافية جاء فيها: «إن العناصر الكبريتية الموجودة في هذه الأطعمة تؤدي أساسا إلى استهداف العصب الناقل للألم». ويقول الباحثون إن هذه المأكولات اليومية من شأنها أن تساعد في تخفيف معاناة نحو 70 مليون أمريكي يعيشون في ضيق وكرب من جراء الآلام الممضة لهذه الالتهابات. ويقول الدكتور جوليوس: «يمكن استخدام هذه المنتجات الطبيعية كأدوات مهمة للغاية لسبر أغوار مسارات الألم بالجسد». ويشتمل الثوم على فائدة إضافية لمن يعانون من التهابات المفاصل. ففي هذا الخصوص يضيف الدكتور تيتلبوم قائلاً: «ان مادة أليسين (allicin) الموجودة في الثوم تساعد على إزالة أي عدوى أو إصابة من شأنها أن تتسبب في المزيد من الألم. وهي مفيدة بشكل خاص بالنسبة لمن يعانون من التهابات المفاصل الرثوية. ففي أغلب الأحيان والأحوال، تفضي الإصابات الداخلية إلى تفاقم الوضع وازدياد حدة الألم الناجم عن التهاب المفاصل». وكان من دأب الدكتور الراحل ويلم خوي، طبيب العلاج الطبيعي الشهير، أن يصف ما بين ست إلى ثماني برشامات من مستحضر الثوم المعتق كايوليك (Kyolic) للمرضى الذين يراجعون عيادته ممن يعانون من التهاب المفاصل؛ وذلك بالاضافة إلى حمية غذائية خالية من السكر. فقد تحدث عما وصفه بنجاح عظيم في هذا الصدد بقوله: «لقد نجحت أيما نجاح في استخدام مستخلص الثوم المعتق. فقد أدى هذا المستخلص إلى تخفيف آلام العديدين ممن يعانون من التهاب المفاصل الرثوي». إلى ذلك، أفادت جيان كاربر الكاتبة في مجال الصحة بأن الثوم يستخدم لعلاج العديد من الأمراض المختلفة. فقد أوردت في كتابها «الطعام: علاجك العجيب (Food: Your Miracle Medicine) ما مفاده أن الأطباء في الهند لاحظوا انه أثناء علاج مرضى القلب باستخدام الثوم فإن الذين يعانون من التهابات العظام والمفاصل خفت لديهم الآلام بشكل ملحوظ. وأضافت بقولها إن من المعروف ان الثوم يؤثر على إفرازات غدد البروستات التي تساعد على السيطرة على الألم. وقد شهدت الآونة الأخيرة استخدام مادة كابسيسين (capsaicin) - وهي المادة التي تعطي الطعم الحار في الفلفل الحار - على نطاق واسع في الكريمات والدهانات الخاصة بمن يعانون من التهاب المفاصل. ويقول الباحثون إن هذه المادة تخفف الألم بإغلاق الأعصاب الناقلة لإشارات الآلام والأوجاع.