لم يمض على نشر «الرياض» مناشدة أهل الخير باعتاق رقبة القاتل فيصل العميري والمطالب بدية تبقى منها 500 ألف ريال إلا عدة ساعات والخبر السار يصلنا من أحد فاعلي الخير الذي تكفل بدفع كامل المبلغ المتبقي 500 ألف ريال ليساهم في عتق رقبة القاتل ابتغاء ومرضاة لوجه الله تعالى. ففي اتصال هاتفي أفاد أحد المواطنين واشترط عدم ورود اسمه وعدم معرفة أهل القاتل لشخصه برغبته في التبرع وطلب الوسيلة الكفيلة بسداد المبلغ والذي تطلّب منه كتابة شيك مصدق باسم الوكيل الشرعي لورثة المقتول يرحمه الله ولا يصرف إلا للمستفيد الأول وفور وصول الشيك تم الاتصال بوالد القاتل لإبلاغه الخبر المفرح والطلب منه ومن والدة القاتل وذويه الدعاء لفاعل الخير وهم يؤدون صلاة التراويح والقيام مساء أمس الاثنين. وحسب المتبع حضر والد القاتل (فيصل) لمقر جريدة «الرياض» لتسليمه الشيك ليقدمه بعد إجازة عيد الفطر المبارك للقاضي المنظورة لديه القضية حتى يتم سداد باقي المبلغ واستخراج حجة استحكام العفو. والد القاتل حضر إلى جريدة «الرياض» حيث سلمه نائب رئيس التحرير الدكتور عبدالمحسن الداود الشيك المصدق والذي قدم شكره ل «الرياض» على تبنيها لنشر قضية ابنه القاتل ودعا الله تعالى أن يكتب الأجر لفاعل الخير وأن يجعل ذلك في موازين أعماله وشكر والد القتيل يرحمه الله قائلاً: لقد كان بمثابة الأب لابننا وكان حريصاً على إعتاق رقبته وبذل جهوداً جبارة لإقناع والدته واخوته وأقاربه ولم نجد منه إلا كل علم طيب رغم فقدانه لفلذة كبده جزاه الله خير الجزاء وجزى الله والدته وأبناءهم خير الجزاء ونعم الأسرة التي وجدنا منهم كل العون في إعتاق رقبة ابننا وإنني أدعو الله أن يشفي والد المقتول من مرضه وقد اعتق رقبة ابني من حد القصاص.. وختم حديثه ل «الرياض» طالباً نشر شكره مرة أخرى للمواطن فاعل الخير الذي ساهم في عتق رقبة ابنه. والجدير بالذكر انه وبالمصادفة تم في العام الماضي وفي نفس اليوم اعتاق رقبة مقيم سوري تكفل بدفعها فاعل خير فور نشر «الرياض» لمناشدة والده وكانت الدية المطلوبة 800 الف ريال. ومن جانبه تحدث ل «الرياض» فضيلة قاضي المحكمة الكبرى بالرياض المنظورة لديه القضية الشيخ ابراهيم الخضيري قائلاً: لا شك ان فعل الخيرات يضاعف في مثل هذه الأيام وقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من تقرب إلى الله تعالى فيه بنافلة كان كمن تقرب إلى الله تعالى بفريضة فيما سواه.. رواه ابو داود والحاكم. ويضيف فضيلته ل «الرياض»: ولا ريب ان هذه الأيام أيام مضاعفة الحسنات وأيام اعتاق رقاب المؤمنين من النار.. وقد قال صلى الله عليه وسلم من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو فيه عضواً من النار وهذه الليالي يضاعف فيها العمل الصالح أضعافاً مضاعفة لأنها أيام وليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك وفيها أفضل ليلة انها ليلة القدر وعمل في ليلة القدر خير من عمل ألف شهر أي 83 سنة و4 أشهر ولهذا فإن الزكاة تشرع في اعتاق الرقاب من القصاص والصدقة من باب أولى والناس يتهافتون بالدعاء للمحسن لقاء اعتاقه نفساً من الموت ويرون أنه كمن أنقذها من الموت.