بداية فكرت أن أكتب أن المرأة العدو الأول للمرأة، ولكن تراجعت عن ذلك حيث وجدت فيه قسوة على النساء خاصة وان المرأة تتسم في الغالب بالعاطفة تجاه نفسها..، وبعضنا يعتقد أن النقد موجه نحوه بمجرد نقد أي امرأة.. حين وقعت جريمة نفق النهضة تابعت القضية من خلال العديد من الأبعاد بما فيها ردود فعل المرأة تجاه الحادثة وتقييمهن للقضية ولمست للأسف أن المرأة شكلت رأياً مناصراً للرجل ولائماً للمرأة في كل الأحوال، كانت المرأة في تحليلها للموقف تتلمس الخطأ على أبواب المرأة نفسها..؟؟ الإشكال أن ذلك لا يرتبط بمثل تلك الحادثة وحسب بل انه يتجاوزه وتتسع مساحته أكثر وأكثر في مواقع العمل.، أعلم أن كثيراً من النساء يتمنين أن تكون أوراق معاملاتهن في الادارات الرجالية مؤكدات أن ذلك من شأنه أن يسهل اجراءات حركة المعاملة مهما كانت صعبة، فيما ستكون معقدة وضعيفة الحركة داخل الأقسام النسائية... لا أريد أن أعمم ذلك على جميع النساء ليس لأنني امرأة وحسب، بل لأن ذلك يخرجنا من العدالة مع المرأة وهي المخلوق الأكثر رقة وحساسية... في نقاش مع كثير من الاخوات حول سبب عداوة المرأة للمرأة يؤكدن ان تلك مشكلة عالمية وليست محلية مؤكدات أيضاً أن الرجل ضد الرجل وصديق للمرأة والقضية لها أبعادها النفسية والاجتماعية، فليس من المنطق أن يقسو رجل على امرأة أو تقسو امرأة على رجل.. أتمنى دائماً أن تكون المرأة ايجابية أكثر تجاه المرأة خاصة وأن واقع المرأة السعودية يمر بحالة تغيير نوعية ان أدركت المرأة ذلك وان دعمت المرأة بحيث لا تشكل معوقاً لتقدمها نحو الأمام.. أيضاً المرأة تحتاج أن تكون أحسن في نواياها تجاه المرأة.. باعتبار أن ذلك من شأنه أن يزيد من عمق العلاقات الانسانية والادارية أيضاً بين النساء... تقول إحداهن انها حاولت الحصول على تفرغ للدراسة ولم تستطع اقناع مديرتها التي وافقت بمجرد أن اتصل عليها زوج المعلمة مؤكداً لها تقديره لموقفها الانساني والتربوي.. وأخرى اعتقدت أن معاملتها ضاعت في سراديب الادارة النسائية لتكتشف أن اتصالاً من موظف صغير في نفس الوزارة حركها لتصل الى طاولة من يملك اتخاذ القرار الأخير.. فيما مراجعتها للادارة النسائية كانت تخضع لروتين بل ويطلب منها أن تنتظر الى ان يتم ابلاغها أن المعاملة مازالت تحت الاجراء... أؤكد أن ذلك يصعب تعميمه على الجميع ولكن أشعر أننا كنساء في حاجة لتقارب أكثر من بعضنا ليس لأننا في رمضان فقط ولكن لأننا لن نصل الى تصحيح أوضاع المرأة ان اعتقدنا أن المرأة دائما خلف أبواب الأخطاء أو أنها تنافسنا في عملنا أو أنها لا تستحق ما وصلت له.. بالمناسبة النساء بعضهن يطالب بتأنيث وزارة التربية وبعضهن خائفات من ذلك التأنيث.