المتابع للمخرجات الإعلامية لحرب عاصفة الحزم بشكل عام يجد تبايناً واضحاً بين وسائل الإعلام حيث كان هناك حضور قوي لبعض الفضائيات مثل العربية وضعف للبعض الآخر إما لأسباب ضعف في قدرات العاملين في تلك القنوات أو لرغبة دعم الطرف العدو ولو باستحياء.. الأخطر في كل ذلك أن هناك للأسف ضعفاً في حضور الإعلام اليمني الرسمي والإعلام المحايد.. مما أتاح المساحه لبروز عصابات الإعلام الحوثي وجعلت من هذه الحرب حرباً دينية وألبستها رداء مختلفاً تماماً عن الحقيقة بهدف الإساءة لقوات ودول التحالف مع إعطائها عمقاً مجتمعياً وشرعية طائفية عند أنصارهم والعامة ممن يسهل تحريكهم بالخطابات والشعارات خاصة وان الإعلام اليمني الرسمي للأسف شبه غائب.. بل انه في حالة سبات لا تتفق مع مقتضيات الموقف والمصلحة الوطنية اليمنية! غياب القيادات اليمنية السياسية المؤثرة من التواجد في الداخل كان سببا في ارتباك المقاومة العسكرية وان كان يفترض إعادة تنظيم الداخل اليمني واستثمار العمق القبلي في مواجهة فوضى الداخل والحد من انتشار العناصر الحوثية في الداخل.. وهذا الأمر متروك لأهل القرار في اليمن وربما معمول به بشكل او بآخر دون الإعلان عنه لأسباب أمنية.. ولعل ترشيح نائب للرئيس جزء من العمل السياسي لسد بعض الثغرات في العملية الدبلوماسية اليمنية خاصة وان السيد خالد بحاح صاحب تاريخ سياسي متنوع.. بين رئاسة الوزراء وحقيبة وزارة البترول اليمنية. ولكن ضعف الصوت الإعلامي اليمني الى حد الغياب ليس له مبرر بل ان غيابه يمثل نقطة ضعف في هذه المرحلة ساهم في إعطاء فرصة للأصوات الغوغائية وزارعي الفتنة من الوصول للآخرين وتقديم أنفسهم باعتبارهم هم صوت اليمن وهم صوت الشعب اليمني فيما هم في الواقع ضد الشعب اليمني ومع العصابات الحوثية التي عملت على تفكيك الوحدة اليمنية لتسهيل اختراقها من أنظمة خارجية يهمها زعزعة أمن المنطقة الخليجية على وجه الخصوص.. ولعل الإعلام السعودي بعمومه يفسح المجال للصوت اليمني أكثر لتسجيل موقفه الوطني تجاه عاصفة الحزم التي تستهدف ضمن ماتستهدف استعادة الشرعية اليمنية واستقرار المجتمع اليمني. والحفاظ على أمننا وسلامة حدودنا. ويمكن للحكومة اليمنية وإن كانت خارج اليمن إلا ان عليها ان تنشئ قنوات يمنية وإن اضطرت للبث من استديوهات خارج الأرض اليمنية موقتاً إلا ان عليها أن تقدم الصوت والفكر والموقف اليمني لابد من حضور الرؤية اليمنية الشرعية.. ويكون لها مراسلون في الداخل اليمني جنوبه وشماله ويتم التعامل معهم باعتبارهم محاربين ومشاركين في عاصفة حزم بذراعها الإعلامي.. مع ضرورة العمل على توجيه رسائل إعلامية لليمنيين في الداخل من مصادر يمنية اعلامية تحت مظلة النظام الشرعي اليمني ويمكن دعمها من دول التحالف لتكتمل منظومة عاصفة الحزم ببعدها العسكري والإعلامي ويتكامل العمل بين الداخل والخارج بنفس القوة في تناغم يجسد حقيقة أهداف عاصفة الحزم والأمن الفكري لأهل اليمن على حد سواء. لمراسلة الكاتب: [email protected]