رسالتي إلى المعلمين المنقولين والمستجدين بإدارة التربية والتعليم بالخرج اللقاء السنوي بالمعلمين الجدد للعام الدراسي 1429/1430ه الحمد لله الذي لا إله إلا هو المنعمِ المعطي الوهابِ ربِّ العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع أنبياء الله ورسله وعلى آلهم والتابعين لهم على الهدى والإسلام إلى يوم الدين ، أما بعد : فقد شرفت أيها الأخوةُ الأفاضل بالالتقاء بكم مع مطلع عام دراسي جديد لتهنئتكم بانطلاق موكبه الخيّر بإذن الله تعالى ، وتهنئتكم بالانتقال وبالتعيين في إدارة تعد الأميز بين إدارات التربية والتعليم في بلدنا المعطاء لما تحقق لها بعون الله تعالى من إنجازات متفوّقة شارك في تحقيقها خلال السنوات الماضية أخوانكم منسوبو الإدارة من إداريين ومعلمين وطلاب ، ويشرفني الالتقاء بكم للاستئناس بآرائكم والإفادة من توجيهاتكم ، ولتذكيركم بمقومات رسالتكم الشريفة رسالة الأنبياء والرسل وبما حُمّلتم أمانته للرقي بأجيال المستقبل وتوجيههم نحو المشاركة الفاعلة في بناء الوطن العزيز ونفع الأمة ، وأدعوكم إلى الإخلاص والتصميم الجاد لتحقيق أفضل النتائج والإنجازات المتميّزة بعون الله تعالى ، وأدعو الله مخلصًا لكم بالتوفيق والنجاح وأن يكون في عملكم خيرَا لأمتكم ووطنكم وأن يعينَكم على أداء الأمانة العظيمة على الوجه الذي يحبه الله ويرضاه . أيها الأخوةُ المعلمون : من عظيم التقدير الإلهي أن يتزامن بدء العام الدراسي الجديد مع حلول مناسبات دينية ووطنية وتربوية كريمة وغالية على نفوسنا جميعًا ، فباسم زملائكم منسوبي إدارة التربية والتعليم بمحافظة الخرج نهنئكم بعيد الفطر المبارك وندعوا الله مخلصين أن يتقبل من عباده المسلمين صالح أعمالهم وأن يعيد علينا جميعًا العيد وقد بلغت أمتنا شأنًا أعظم ومنزلة أكرم ، وبلغ وطننا الغالي أمنًا وسلامًا أأكد ونهضة أشمل وتطورًا يزيد من وزنه ومنزلته على مستوى دول العالم أجمع ، وأن نكون قد بلغنا جميعًا أحلامنا وآمالنا التي طلبناها ملحين بالسؤال والدعاء خلال أيام شهر رمضان المبارك ولياليه الزكية النقية المؤنسة وما تلاها من أيام العيد المبارك ولياليه ، والله قريب سميع مجيب الدعاء . كما أتقدم بالتهنئة أخرى لكم ولنا ولمقام حكومة المملكة العربية السعودية بمناسبة حلول الذكرى الثامنة والسبعين لتوحيد بلدنا الكريم المعطاء ، ولعلنا نسهم مع زملائنا بالمشاركة الفاعلة في الاحتفاء التربوي والتعليمي بهذه المناسبة الغالية والتي تحدد موعدها في يوم السبت 18/10/1429ه ، فقد أنعم الله تبارك وتعالى على بلادنا بأن هيأ لها من أبنائها رجلاً حمل راية التوحيد وانبرى يعمل على جمع الشتات ويدعو إلى التآخي والتلاحم ليمكن هذه البلاد المباركة من أخذ موقعها الريادي باعتبارها بلاد الحرمين الشريفين ومأوى أفئدة المسلمين ، وبتوفيق الله تعالى تم لجلالة الملك عبد العزيز -غفر الله له -ما أراد، واستطاع بقيادته وحنكته أن يجعل من المملكة العربية السعودية مثالاً يحتذى في وحدتها السياسية وقدرتها على تخطي كل المعوقات من أجل النهوض والأخذ بأسباب الحضارة والمعاصرة وإدراك خطوات التنمية معتمداً طيب الله ثراه في المقام الأول على بناء الإنسان كمرتكز تقوم عليه الحركة التنموية والسعي إلى دمج البلاد والأمة في التاريخ المعاصر من خلال برامج النهضة المتنامية ، وهاهي الأجيال المتعاقبة تجني ثمار غرسه وتشهد التحولات الهائلة والتطور المذهل في شتى الجوانب. وحين نستعرض تلك السنوات من عمر مملكتنا الغالية ننظر باعتزاز لتلك الجهود الجبارة والهمم العالية التي وقفت خلف كل ما تحقق من الإنجازات في مختلف المجالات والميادين التنموية والحضارية عبر العهود الزاهية المتوالية لأبناء الملك عبدالعزيز البررة –رحمهم الله -حتى العهد الميمون لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز و صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام يحفظهما الله. ونحن إذ نحتفل بهذه الذكرى الغالية لنستشعر أهمية العمل على غرس حب الوطن في نفوس النشء وتعزيز وتنمية مشاعر الانتماء لهذه الأرض الطاهرة في نفوس أبنائها وحفزهم على البناء والتطوير والابتكار ومواكبة التقدم والتطور العالميين وتحصينهم ضد حملات التضليل التي تستهدف أمننا واستقرارنا ، فحضارتنا المجيدة قامت ولله الحمد على أساس متين من القيم والثوابت مستمدة دستورها ومنهجها من كتاب الله عزّ وجل وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وتحكيم شريعة الله في عصر ازدحم بالأيدلوجيات والمذاهب الفكرية الوضعية المختلفة التي تقوم عليها الكثير من الكيانات السياسية في العالم ، فكانت الدولة السعودية نتاج فكر إسلامي خالص لا تزعزعها ولا تهزها التيارات والنظريات الفكرية المختلفة، واستحقت الريادة العالمية بما تمتلكه من مقومات حضارية وسياسية واقتصادية، ودورنا التربوي يتمثل في تذكير أنفسنا وأبنائنا بما علينا وعليهم من واجبات تجاه الوطن والإكثار من حمد الله وشكره على ما أنعم علينا من نعم كثيرة ومنها وحدة الوطن واستقراره ونهضته . وبمناسبة اليوم العالمي للمعلم الذي تحتفل به المملكة العربية السعودية ودول العالم في كل عام في الخامس من أكتوبر- تشرين الأوّل -والذي يصادف في هذا العام يوم الأحد السادس من شهر شوال من عام 1429ه. أقدم لإخواني المعلمين التهنئة بهذا الاهتمام العالمي برسالتهم السامية فهم بحق الركيزة الرئيسة للعمل التربوي في كل دول العالم والاحتفاء بهم في يومهم العالمي تعبيراً عن التقدير الكبير لأشخاصهم ولدورهم الفاعل وانسجاماً مع ما أقرته المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) والتي تتمتع المملكة العربية السعودية بعضوية فاعلة في مجالسها المتعددة وتسعى إلى تفعيل ما يتمخض عنها من توصيات مختلفة في إطار دعم العمل التربوي الدولي المشترك. فالمعلم يعد في أي نظام تعليمي العنصر المهم الذي تقوم في الغالب على جهوده عملية التربية والتعليم ، فهو المنفذ الحقيقي للمنهج وهو العنصر الفاعل في العملية التربوية بما ينقل من قيم ، ويقيم من علاقات ، وينّمي من قدرات واتجاهات ، ولا شك أن مهمة المعلم تزداد أهمية في ظل التطورات المتلاحقة في وسائل التربية والتعليم والاتصالات والمعلومات الناتجة عن التطور الاقتصادي والعلمي والتقني . ودور المعلم لم يعد محصورًا في الدور التقليدي له داخل قاعة الدرس ، بل تجاوزه إلى مجموعة من الأدوار التربوية الأخرى في التربية والتعليم والإشراف على الأنشطة المدرسية والإرشاد والتوجيه الطلابي والبحث العلمي والإدارة التربوية وخدمة المجتمع . ويؤكد الكثير من التربويين على أن المعلم يعد بحق " عصب العملية التربوية والعامل الرئيس الذي يتوقف عليه نجاح التربية في بلوغ غاياتها وتحقيق دورها " وقد أشار أحد الباحثين التربويين إلى أن "هناك مجموعة من الدراسات التي أثبتت أن نجاح العملية التربوية في كل أبعادها يقع 60% منه على المعلم بمفرده ، بينما تمثل الأبعاد الأخرى مجتمعة ، كالإدارة والمناهج والكتب والمناشط وظروف الطلاب وإمكانات المدرسة 40% من عوامل نجاح العملية التربوية ". ومما يجعل المعلم بالغ الأثر في العملية التربوية بل وفي المجتمع بأسره ، أن النظام التربوي والمعلم أحد أهم عناصره والمؤثر المباشر في تشكيل نواتجه يؤثر في الأنظمة الأخرى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية . فمهنة التدريس من المهن الدقيقة التي تحتاج إلى إعداد جيد ، وهي ليست مجرد أداء آلي يمارسه أي فرد أو كل فرد حسبما توفرت لديه قدرة تعينه أو بقدر ما عنده من علم، ولكنها مهنة لها أصولها وعلم له مقوماته و مواهبه ، فضلاً عن أنها عملية تعليمية تربوية تقوم على أسس وقواعد ونظريات، وهي عملية بناء وتكوين الأجيال المتعاقبة. والمملكة العربية السعودية عندما تشارك دول العالم الاحتفاء بيوم المعلم العالمي الذي يوافق الخامس من أكتوبر من كل عام تؤكد تقديرها للمعلم والمعلمة لقاء دورهم الفاعل في دعم العمل التربوي والتعليمي وتفعيل سياسات وزارة التربية والتعليم الهادفة إلى بناء عمل معرفي قادر على بناء الإنسان من أجل أن يكون فاعلاً في مجتمعه ومساهماً في بنائه. أيها الأخوةُ المعلمون : لا يخفى عليكم أهمية الاستعداد الدائم لأداء الرسالة الشريفة رسالة التربية والتعليم وأهمية الإعداد المتميز لها لما يترتب على ذلك من تميّز في الأداء وضبط العمليات اللازمة لتحقيق الهدف المنشود ؛ ولذلك فإنني أناشدكم أيها الأخوة الكرام الإخلاص في النية والعمل وبذل أقصى الجهد والوسع والطاقة لتحقيق الهدف الأسمى الذي نرومه لأمتنا ووطننا بعون الله ، وعليكم الحرص على النماء المعرفي والوظيفي من خلال التعلم المستمر والتدريب المتواصل ذاتيًا أو تعاونيًا أو نظاميًا والإفادة من جميع الفرص المتاحة إداريًا أو إليكترونيًا لرفع مستوى كفاياتكم في التخطيط والتنفيذ والتقويم ، وليدرك كل منكم أنه سيظل دائمًا في حاجة إلى النمو مادامت المتغيرات في ميدان التربية والتعليم وما دام متحملا أمانة التربية والتعليم وما دام المجتمع يروم الأفضل للأجيال القادمة. أيها الأخوةُ المعلمون : في عصر تقني ومعلوماتي متطور برزت فيه الحاجة ملحة للتركيز على الكفايات والنوعية والجودة كما برزت فيه الحاجة ملحة إلى توفير جميع متطلبات الأمن بأنواعه وفي مقدمتها الأمن الفكري تزداد الحاجة فيه لتطوير أساليب التربية والتعليم ، وتفعيل دور المتعلمين وتثقيفهم وحمايتهم من الانحرافات ، وتنشيط البيئات التعليمية بما يحقق غايات المواطنة الصالحة والمشاركة في بناء الوطن وتطويره ليواكب متغيرات العالم المتسارعة ، يبرز دوركم التربوي والمهني في السعي حثيثًا لتوفير متطلبات العملية التربوية والتعليمية داخل المدارس والتأكد من تكامل عناصر البيئة التعليمية الفاعلة والنشطة والحرص على تفعيل دور المتعلمين في المواقف التربوية والتعليمية وإشراكهم في عمليات التخطيط والتنفيذ والتقويم ، وهذه الأدوار تتطلب علمكم المتواصل بخصائص البيئات التعليمية وخصائص المتعلمين ومعرفة الكفايات المستهدف إكسابها للطلاب في مراحل التعليم العام ، وتتطلب السعي الحثيث والمتواصل إلى تبادل الخبرات التربوية مع الزملاء ، والعمل المخلص بخلق المسلم الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، والنظر إلى العملية التربوية بشمولها ، والاستحضار الدائم لسياسة التعليم في المملكة وللهدف السامي للعملية التربوية وهو قيادة أجيالنا القادمة إلى المشاركة الفاعلة في رقي الوطن والأمة والمحافظة على أمنه واستقراره وتطوره . أيها الأخوةُ المعلمون : إن وطننا الغالي يستحق منا بذل كل جهودنا بسخاء للحفاظ على أمنه واستقراره وتطوره ونموه ، والانتماء إليه بالعمل الصالح المنتج ، والدعوة الصادقة للمشاركة الفاعلة في حصانته من التطرف والإرهاب والأفكار المنحرفة والسلوكات الهدامة ، ويتجلى واجبكم أيها الأخوة في تحقيق ذلك لأنفسكم وزملائكم وأبنائنا الطلاب داخل مدارسنا ، ولهذا فإنني أدعوا الجميع إلى العمل على ما يحقق أمن بيئتنا التربوية والتعليمية وما ينمى المواطنة لدى منسوبيها وعليكم الاعتزاز بالوطن من خلال العمليات والنشاطات والإرشادات والتوجيهات ، فرددوا مع أبنائنا الطلاب و زملائنا المعلمين تحية العلم في كل صباح ، لا يردكم عن ذلك إلا قصور في الشعور بالمواطنة وحب الوطن أو نقص في كفايات معلم استأمنه وطنه ليقود الأبناء إلى خير الوطن وإلى أفضل شعور بالمواطنة الصالحة ، وإلى الاعتزاز بالمنجزات الوطنية على كل الأصعدة . أيها الأخوةُ المعلمون : إن الطالب هو محور اهتمامات التربية والتعليم بدون شك ، وكلنا يعمل من أجله ومن أجل تكوين شخصيته ونموها بشكل سليم ومتوازن يحول دون انحرافها ودون حدوث الكثير من المشكلات السلوكية ، والانفعالية ، والدراسية ، التي قد تنشأ نتيجة لتقصيرنا في تربيته وتعليمه على الوجه المطلوب ، ولذلك فإن عليكم أيها الأخوة توجيه اهتماماتكم نحو حماية حقوق الطلاب فهو الطريق السليم لحماية الوطن ، والسلوك السويّ للتصدي للانحرافات الفكرية والسلوكية ، ومن هنا أناشدكم بتنفيذ كل التوجيهات الصادرة من الوزارة أو الإدارة ذات الصلة بتوجيهات سلوك الطلاب وتنظيم علاقاتكم مع الإدارات المدرسية والطلاب لنضمن خلو مدارسنا من أي انحرافات فكرية أو سلوكية أو من أي نوع آخر ، وعليكم العناية الفائقة بالطلاب وتحفيزهم وتكريمهم والرفع من معنوياتهم بما يضمن تحقيق أهداف التربية والتعليم داخل المدارس ، وحفز مشاركات الطلاب وانظباطهم ومواطنتهم الصالحة . أيها الأخوةُ المعلمون : إن أدواركم المتنوعة للإسهام في فاعلية العمل التربوي والتعليمي وتطوير عناصرها المتعددة تتطلب منكم عملاً دأبا ومخلصًا في مجال إعداد الخطط التربوية والتعليمية ومتابعة توفير متطلبات البيئة التعليمية النشطة وإدارة مواقفها الحقيقية والافتراضية ومتابعة توثيق علاقة المجتمع التربوي والتعليمي بالمجتمع المحيط ، وهو ما يدعونا لتقدير أدواركم ويدفعنا لتكريمكم بما تستحقون وفق إنجازاتكم وسنسعى إلى تحقيق ذلك بكل الوسائل دعمًا لمعلم الأجيال فأنتم عنوان النجاح والإنجازات في مدارسنا وبقدر كفاياتكم المهنية يتحدد قدر التميز لمنجزاتنا ، فلكم التقدير أينما كنتم ولكم الحب طالما عملتم لمرضاة الله تبارك وتعالى ثم لمنفعة وطنكم العزيز . أيها الأخوةُ المعلمون : إن العناية الفائقة بفئات المتعلمين الخاصة هي مؤشر من مؤشرات الثقافة الواعية لدى المجتمعات ، ولهذا فإنني أدعوكم إلى الاهتمام بهذه الفئة من أبنائنا من خلال توفير البرامج والأنشطة الإثرائية أو العلاجية لهم لدعمهم وللعناية بإنماء تفكيرهم ومواهبهم ، ودمجهم مع زملائهم في بيئة تعليمية واعية تقدر العطاء وتحفز على الإنجازات وتعالج القصور ، وعلينا الإلتزام بمباديء التنافس الشريف لتحقيق الإنجازات المتفوقة والمراتب المتقدمة ، فترتيبك بين زملائك المعلمين يتحدد بمقدار ما تحققه من منجزات شاملة في كل المجالات ، فعلى كل معلم مخلص حفز نفسه وطلابه نحو الإنجازات التي تحقق لنا مواصلة احتلال الصدارة بين إدارات التربية والتعليم في بلدنا الحبيب . أيها الأخوةُ المعلمون : في عصر المعلوماتية والتقنيات التربوية والإعلام الإليكتروني يتجلى دوركم التربوي في الإفادة من وسائل الاتصال الحديثة بما يثري المواقف التربوية بالخبرات المتنوعة ، ، ولذلك فإنني أدعوكم إلى التعامل الرشيد مع بوابات الإنترنت لإثراء العملية التربوية والتعليمية والعمل على تهيئة الظروف لتنفيذ برامجنا المستقبلية للتعليم الإليكتروني والتعلم عن بعد والتواصل الإليكتروني بين المعلمين والطلاب وأولياء أمورهم ، وأدعو الجميع إلى تحقيق أتمتة العمل التربوي ضمن أولويات أعمالنا القادمة بعون الله تعالى. أيها الأخوةُ المعلمون : هذا هو العام الدراسي الجديد 1429/1430ه قد برزت مطالعه ، وأطلت معه واجبات ومهام ومسؤوليات على كل واحد منا ، فعلينا جميعنا أن نحرص على جعل عامنا الدراسي الجديد متميزًا بكل المعايير والموازين والمقاييس بإصرارنا على جعل أولادنا يقبولون على المدارس والتربية والتعليم فيها إقبالهم على الحلم والأمل والأمنيات محبين ومتشوقين ومشاركين فاعلين في العملية التربوية والتعليمية ، وعلينا الاهتمام برغباتهم ومهاراتهم وقدراتهم واتجاهاتهم والعمل على إكسابهم المستهدف منها في السياسات والخطط والبرامج والمشاريع التربوية والتعليمية كل بحسب مرحلته وصفه ومستوى نموه مراعين فروقهم الفردية ، وعلينا التخطيط الجيد لذلك والتأكد من توفير جميع المتطلبات اللازمة لتنفيذ خططنا في مدارسنا ومعالجة كل مشكلة تواجهنا في حينها متكافلين بإخلاص ومتعاونين على البر والتقوى لتحقيق الهدف المنشود ، وعلينا أن نكون مرايا لبعضنا البعض ، فالمؤمن مرآة أخيه المؤمن ، ولنبدأ بأنفسنا ولنتأكد من جاهزيتنا للعمل على تحقيق ما نصبوا إليه ، وأناشدكم أن تكونوا مرايا لإخوانكم في المدارس وفي إدارة التربية والتعليم وأن تخلصوا النصيحة مرضاة لله تعالى وأن تقدموا لنا مقترحاتكم لحل مشكلاتنا التي ترونها ولا نراها وتحسونها ولا نحسها ، وعليكم انتهاج ذات الأسلوب مع طلابكم لتقويم جهودكم ومنجزاتكم ، وندعوا الله تبارك وتعالى أن يوفق الجميع لتقبل الآراء والعمل على معالجة العيوب والتواضع للحق . أخيرًا أيها الأخوةُ المعلمون : أوصي نفسي وأوصيكم جميعًا بتقوى الله عز وجل والعمل بإخلاص ووفاء في جو من الود والتعاون والتآخي طلبًا لمرضاة لله تبارك وتعالى ثم تحقيقًا للمنفعة الشاملة وأهداف العمل ومهام الوظيفة في ضوء التوجيهات السديدة للمشرفين التربويين والرؤساء ، وعلينا التحلي بالصبر والتواضع والتواصي بالحق ، وأن نحب لزملائنا ما نحب لأنفسنا وأن نعفو ونصفح إذا تطلب الموقف ذلك ، وأن نسعى إلى الإصلاح ما استطعنا إلى ذلك سبيلا وأن نناصح بالمعروف لا يردنا عنه خجل أو موقع وظيفة ، وأوصيكم أيها الأخوة أن تستفيدوا من عملكم في التربية والتعليم بما يزيد أجوركم ويرفع مقامكم عند الله وعند خلقه . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، مع تحيات أخيكم مدير التربية والتعليم بمحافظة الخرج