تعتبر البرامج الجماهيرية والمسابقات من أكثر البرامج التي تعرض في أيام رمضان, إلا أن برنامج الفرسان والذي يعرض عبر القناة الأولى لم يكن بذلك البرنامج المثير الذي يضفي على المشاهد نوعاً من السعادة أو زيادة في المعلومات الثقافية أسوةً بغيره من البرامج التثقيفية,فبرنامج (الفرسان) والذي يبث عن طريق أحد استوديوهات بيروت وبطواقم إنتاجية لبنانية إلا شخصية المذيع سلامة الزيد الذي كان ضعيفاً بدوره, وهو السعودي الوحيد المشارك في تقديم برنامج (الفرسان), بل إن الجمهور المتواجد في الأستوديو يعتقد أنه أيضا من لبنان. المشاهد البعيد الذي لا يعرف ماذا يحتوى مبنى التلفزيون بالرياض من مواقع واستوديوهات وأجهزة سيقرر بان هذا المُجَمع الكبير لا يوجد به أي من ذلك ويؤكد المشاهد من تلقاء نفسه أن الكوادر الفنية قليلة ولا تستطيع النهوض بهذا البرنامج، ولكن الغريب جداً أن التلفزيون السعودي يغص بالكوادر الفنية التي تستطيع حمل أكثر من برنامج يبث على الهواء, والأدلة على ذلك كثيرة وكنت أتمنى من القائمين على هذا البرنامج أو الشركة المنتجة سؤال قناتي ألا وربيت والمجد وغيرهما وهم الذين استفادوا من تلك الكوادر السعودية لتكملة مشاريعهم التلفزيونية بالتعاون مع المجاميع الفنية والخبيرة في مثل تلك البرامج ك(سباق المشاهدين) والذي بث عبر أحد استوديوهات الرياض. لا ننسَ أن برنامج (الفرسان) حل بديلاً عن برنامج (سباق المشاهدين) الذي كان هو الآخر مملاً في سنواته الأخيرة. إلا أن فكرة (الفرسان) كانت سباق (رالي) بين فريقين يتنافسان ليواصلا مشوارهما عبر المدن والمحافظات في السعودية وكل فريق يتكون من متسابقين يطرح عليهما المقدم سؤلاً ليتم الجواب عليه سريعاً من المتسابقين, وفي كل يوم يستبدل الفرسان ويحصلان على جوائز مالية, البرنامج مازال يستجدي النجوم للحضور، وذلك للفت انتباه المشاهدين وتقديم عنصر المفاجأة, الغريب أن غالبية النجوم يعتقد انهم رفضوا المشاركة ويدلل على ذلك مشاركة الضيوف المغمورين من لبنان وسوريا والأردن والاستفادة من بعض الإعلاميين المتواجدين في بيروت ليس إلا. برنامج (الفرسان) قبل أن أعرفه شكلياً من خلال الحملة الإعلانية والتي كانت الداعم الأكبر له, استغربت رد فعل المشاهدين تجاهه, فمنهم من يتابعه بألم, ومنهم من تبرأ بعد مشاهدة حلقته الأولى، وفي ظني أن الضيوف لم يكونوا حريصين حتى على المشاركة فيه واعتقد أن الغالبية منهم اعتذروا بعد مشاهدتهم للبرنامج ولحلقاته الأولى, وقد يسأل البعض ان الجمهور الحاضر في كل حلقات البرنامج والذي ألبس الثياب والأشمغة والعقل من هم؟!! والمؤكد ان ذلك الحضور اللبناني قد كلف المنتج مع الدعوات التي تقدم للمتسابقين أو الضيوف مع إيجار الاستديو وغيرها ملايين من الريالات, بكل صراحة البرنامج قد فشل فشلاً ذريعاً مقارنةً بالبرامج السابقة والتي كان التلفزيون يقدمها أو البرامج التي تعرض على القنوات الفضائية الأخرى. والسؤال المهم للقائمين على البرنامج ألم يكن لدينا كوادر فنية تثري هذا البرنامج بعطائها وخبرتها؟ ثم ألم يكن لدينا ما هو أفضل من ذلك الاستديو وخلافه؟ أم أن أفكارهم الإنتاجية مازالت تعتقد أن الفضاء لا يتسع إلا لهم فقط ليقدموا لنا (الفرسان) بشكله الهزيل.