ليست ككل فضاءات المدن لأنها قبلة دينية يشع منها النور للعالم، وإذا كانت مكةالمكرمة كذلك فإن مركزيتها الفاخرة التي لا تعرف الهدوء على مدار الساعة فهي مظلة تجمع قاصدي البيت العتيق الذي يقف بكل مهابة وجلال. الحراك الدائم للمشهد اليومي لمركزية مكةالمكرمة وتحولها لأكبر تجمع إنساني عالمي حول الكعبة المشرفة من مختلف الثقافات والجنسيات، يتطلب توفر كل ما يحتاجه المعتمر والحاج على مدار الساعة مما يفتح بوابة الأسئلة.. لماذا لا تستثمر الفضاءات بمركزية مكة بإنشاء بسطات وأكشاك مصغرة بما لا يؤثر على حركة المشاة؟ إلى أي مدى تسهم عمليات استثمار الفضاءات تجارياً لصالح أبناء الأسر المنتجة والمعوزين من أصحاب الأسر المحتاجة من أسر السجناء مثلا؟ ما هي الأبعاد الاجتماعية والأمنية لعودة السعوديين العاطلين وغير القادرين على الوقوف على أقدامهم لدخول عالم التجارة وأسواق البيع؟ هل يمكن لهذا الاتجاه مزاحمة الباعة الجائلين من العمالة الوافدة والمتخلفة؟ طالب يحيى الكناني المشرف على جمعية تراحم بمكةالمكرمة وأحد المهتمين بتأهيل الأسر المنتجة بدراسة الفكرة ومناقشة إمكانية تنفيذها في أكثر من شارع تجاري بأم القرى التي أصبحت من المدن التي تنبض بالحياة على مدار الساعة بحكم مواسم العمرة والحج قال: "تأهيل الأسر المنتجة التحدي الأهم والطريق المضيء لتجاوز تعثر هذه الفئات، وأن ميادين وشوارع مكةالمكرمة قادرة أن توفر مئات المواقع التجارية التي تبنى بديكورات فاخرة وبإيجار رمزي ووفق ضوابط تحقق تطلعات الجهات المختصة. واشار مشعل اللحياني مهتم بالأسر المنتجة ورئيس اللجنة الاجتماعية بمركز عين شمس إلى أن طرح الفكرة للتنفيذ من شأنه القضاء على البسطات العشوائية المتحركة التي تدار من قبل الأفارقة والوافدين المخالفين وتدفع بعشرات المواطنين لسوق العمل وبطريقة جاذبة.