فرضت قوات الاحتلال تدابير مشددة في مدينة القدس وقيدت حركة المواطنين المقدسيين، بما في ذلك التوجه الى المسجد الاقصى المبارك، وذلك لافساح المجال امام الاف العدائين من اسرائيل والعديد من دول العالم للمشاركة في ما يسمى "مارثون القدس الدولي" الذي نظمته بلدية الاحتلال للمرة الخامسة بالمدينةالمحتلة. وانتشر اكثر من الف عنصر من شرطة الاحتلال في المدينة المقدسة واغلقوا العديد من الشوارع والمفترقات الواقعة ضمن المسار الذي مر منه المشاركون في المارثون التهويدي، من الشطر الغربي للمدينة مرورا بسور البلدة القديمة وحتى التلة الفرنسية. بدورهم نظم عشرات الاطفال المقدسيون تظاهرة عند مفترق حي المصرارة للتصدي للمارثون التهويدي، حيث رفعوا الاعلام الفلسطينية، وارتدوا قمصانا كتب عليها شعار "مارثون عروبة القدس"، وصور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورددوا الشعارات المنددة بهذه الفعاليات التي تقف خلفها بلدية الاحتلال في مسعى منها لتكريس القدس عاصمة لدولة الاحتلال. وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال حاصرت المشاركين في التظاهرة ومنعتهم بالقوة من الاقتراب من العدائيين الاسرائيليين والدوليين. وفي اطار اجراءاتها منعت قوات الاحتلال كافة الحافلات التي تقل مصلين من مناطق فلسطينالمحتلة عام 1948 من الدخول الى قلب مدينة القدس، بذريعة منع تشويش المارثون، ما اضطر ركابها للسير مسافات طويلة للوصول الى المسجد الاقصى المبارك. من جهة اخرى، قام رئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت الليلة قبل الماضية بزيارة انتخابية استفزازية لمدينة الخليل، حيث اقتحم الحرم الابراهيمي الشريف، تحت حراسة مشددة من جنود الاحتلال. ووفقا لوسائل الاعلام الاسرائيلية التي نشرت الخبر أمس فان المتطرف بينيت الذي قام بزيارته الاستفزازية هذه بشكل مفاجئ ودون اعلان مسبق، اطلق شعارات تدعي يهودية مدينة الخليل، زاعما ان الوجود اليهودي في تل ابيب وحيفا اساسه الوجود اليهودي في الخليل. واشارت المصادر الى ان بينيت اقتحم قاعة "يتسحاق" داخل الحرم الابراهيمي والمغلقة أمام المستوطنين، منذ عام، والتقى مع قائد جيش الاحتلال في منطقة الخليل العقيد ياريف بن عزرا، يرافقه عدد من أعضاء حزبه. وزعم بينت لدى وصوله مدينة الخليل "جئت للخليل كي نبقى فيها وننتصر، ويا محبي أرض اسرائيل.. الخليل هي أساس اقامتنا في مدينتي تل أبيب وحيفا، وهي التي أعطتنا الحق المعنوي والأخلاقي لأرض اسرائيل". وكان اعلن في وقت سابق عن نية رئيس الحكومة رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو القيام بزيارة لمدينة الخليل والحرم الابراهيمي في العاشر من الشهر الجاري الا انه اعلن لاحقا عن الغائها، لا سيما في ظل الدعوات الفلسطينية للتصدي له.