دائماً فاقد الشيء لا يعطيه... لذلك من غير المناسب ان نتوقع من الخادمة الاندونيسية أو المربية الفلبينية ان تكون قدوة حسنة في التربية فنستودع أبناءنا بكل ما لديهم من عقل وعاطفة وحس ومشاعر ولسان عند من لا يهمه بالدرجة الاولى إلا راتب آخر الشهر!! إن أفضل الوسائل وأقربها إلى النجاح في التربية هي القدوة الحسنة، لأن كل وسيلة تظل حبراً على ورق ما لم تتحول إلى حقيقة واقعية تتحرك على الأرض، وسلوك بارز يترجم الأفكار والمشاعر. ومن هنا تتبين ضرورة أن يكون الأب والمربي قدوة حسنة وأسوة صالحة فيما يغرسه من مبادئ وأخلاق في نفس الطفل. وإلا فإن جهودكم أيها الآباء ستبوء بالفشل والندم،، فغير واقعي مثلا أن نطلب من الطفل الالتزام بالصدق ونحن لا نمارسه أمامه!! فالطفل في هذه السن الصغيرة يكون عجينة لينة سهلة التشكيل. فهو يرى ان أباه منزَّه عن الوقوع في الخطأ أو ارتكاب أي مزلة، و يرى كل أفعاله سليمة وصحيحة. ويعتبرأباه مثلاً له أعلى في كل صغيرة وكبيرة.. وهذا يحتم على كل أب أن يتحلى بمكارم الأخلاق والعادات الحسنة. وأن يعلم الطفل منذ نعومة أظفاره الآداب الإسلامية في جميع جوانب الحياة ابتداء من آداب إلقاء السلام عندما يدخل مكاناً أو يخرج منه، واحترام الكبير والعطف على الصغير ويعوّده على الصدق والأمانة من خلال فعله أمامه. ويتطلب ذلك توفير الجو الأسري المناسب والهادئ لكي ينشأ الطفل فيه بعيداً عن الخلافات والتشاحن. وموسم رمضان يشجع الأبوين على أن يشيعا في البيت كل مظاهر الارتباط بالله من الحرص على العبادات والاعتزاز بها والسعادة بالحرص عليها والتعامل من خلالها مع الصغير والكبير. وهنا مهم جداً إشراك الطفل لتطبيق هذه المبادئ فمثلاً اصطحاب الأطفال إلى المسجد، وأن يعطى الطفل جزءاً من الصدقة ليقدمها إلى الفقير حتى يشعر بشعورهم ويعطف عليهم ويحمدوا الله على النعمة التي هم فيها. المهم ان فاقد الشيء لا يعطيه وبالتالي كن انت القدوة واعطهم من الاوقات مايكفيهم لأن يتعلموا منك المبادئ الحسنة والأخلاق النبيلة... [email protected]