في رمضان المبارك نجد أن أهل الخير يبحثون عن المحتاجين لمد يد العون لهم ومساعدتهم دون إهدار لكراماتهم خاصة وان الله لا يقبل تلك الصدقات إن تبعها من أو أذى للمستفيد. اتمنى أن تتسع دائرة العمل الخيري وأن تكون أكثر مؤسسية مما هو حاصل. أغلبنا يدفع زكاته في شهر رمضان لمن يعتقد انه محتاج، ليس هنا الاشكال ولكن من يحدد درجة الاحتياج...؟؟ تقدير ذلك من أصعب الأمور بل انه يمثل إشكالاً عند كثيرين، لدرجة ان بعضنا يصل لطريق مسدود حين يفكر بدفع زكاته أو صدقاته فيسلم المهمة لمن يعتقد فيه الخير راجياً من الله الرحمة والمغفرة مستنداً على مبدأ إنما الأعمال بالنيات... البعض من هؤلاء قد يدفع أموالك لمن يستحق وبعضهم تكون مقاييسهم مختلفة عن مقاييسك فيصرفونها لمن لا تريد أن تدفع له صدقتك أو زكاتك... السؤال هنا هل تقبل الصدقة أو الزكاة؟؟ اترك الاجابة لذوي الاختصاص، واركز على موضوعي بضرورة إعادة علاقتنا بالمؤسسات الخيرية التي عليها أيضاً أن تكون أكثر موضوعية وأكثر شفافية مما هو حاصل الآن، اتمنى فعلاً أن نقدم جميعاً زكواتنا وصدقاتنا لتلك الجمعيات الخيرية الملتزمة أمام الله ثم أمام المسؤولين عن فئات محتاجة من اخوتنا وأبناء مجتمعنا... أيضا اتمنى من الجميع استعادة الثقة في تلك الجمعيات واعطائها فرصة خدمة المحتاجين من أبناء مجتمعنا السعودي أو ممن يقيمون معنا من اخوتنا العرب والمسلمين. أيضاً اتمنى من الجمعيات الخيرية ان تتبنى برامج اجتماعية أخرى غير تقديم المعونات مثل برامج التأهيل المناسب لاحتياج سوق العمل بشكل أوسع مما هو حاصل الآن، أيضاً إنشاء مراكز طبية لتقديم خدمات صحية للأسر الفقيرة خاصة وان الخدمات الطبية لدينا للأسف غير كافية والكثير منا يلجأ للمراكز والمستشفيات الأهلية التي يعجز عن رسومها هؤلاء المحتاجين، أيضاً أن تتبنى مع رجال الأعمال مشاريع أعمال للنساء والشباب من ذوي الأسر المحتاجة بتقديم قروض أو إعانة لبدء مشروع استثماري مناسب على أن يكون ذلك وفق دراسة وتقنين يمنع التلاعب أو الاستغلال من أحد خاصة وان البعض قد يعتقد ان ذلك حق مكتسب له ليس من الضرورة إعادته أو حتى استثماره وانما صرفه بشكل عشوائي أي استهلاكي لاحتياجاته اليومية. لعل شهر رمضان مناسب لإعادة علاقاتنا أكثر بالجمعيات الخيرية بحيث تكون أكثر إيجابية وايضاً أكثر عطاء، ولعل مسؤولية الجمعيات في ذلك كبيرة حيث عليها أن تعيد ترتيب الكثير من الأوراق مع المواطن العادي الذي ما زال البعض منهم يعتقد ان الجمعيات الخيرية لا تصل للمحتاج الحقيقي، أو انه يريد أن يطمئن على صدقاته أو زكاته بنفسه، لعل تقديم ورقة تبين حقيقة الأسر التي منحت لهم تلك الصدقات أو تقرير سنوي يتاح للجميع قراءته أو نشره عبر الصحف من شأنه أن يوثق العلاقة بين المواطنين وتلك الجمعيات الخيرية النسائية على وجه الخصوص التي أخشى أن يأتي يوم تنضب فيه ينابيعها بسبب الجفوة المتزايدة معها من قبل المتصدقين والمتصدقات، مع العلم انها تبذل جهوداً حقيقية ولكن قد لا يعلم عنها إلا البعض من المتابعين لسبب أو آخر.