ببالغ الحزن والأسى، علم الشعب الصيني نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله. إنهم لن ينسوا أول زيارة لجلالته بعد توليه العرش عام2005 خارج منطقة الشرق الأوسط كانت إلى الصين وفتحت عهداً جديداً في العلاقات الثنائية، ولن ينسوا موقف المملكة بعد أن وقع الزلزال الكبير في سيتشوان عام 2008حيث قدمت المملكة مساعدات تبلغ أكثر من 60 مليون دولار وهي أكبر مساعدات خارجية تصل الصين، ولن ينسوا أنه برعاية ودعم جلالته، شهدت العلاقات بين الصين والمملكة تطوراً كبيراً في كافة المجالات التنموية مثل الطاقة والثقافة والتجارة والخ. قال رئيس الصين شي حينبينغ في برقية التعزية إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود قائد فذ للمملكة يكن له الشعب السعودي كل الاحترام والحب ويحظى بتقدير عالمي واسع لما له من المساهمات الهامة في تعزيز الازدهار والاستقرار في المملكة وصيانة السلام والتنمية في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج والعالم بأكمله. كما أنه صديق قديم للشعب الصيني، وله دور بارز ومستمر في تطوير علاقات الصداقة الاستراتيجية بين الصين والمملكة وتدعيم التعاون الثنائي في كافة المجالات وترسيخ الصداقة بين الشعبين. كما قال إن رحيله يعتبر خسارة فادحة للشعب السعودي وأفقد الشعب الصيني صديقاً وفياً، ويشعر السيد شي حينبينغ بكل الحزن والأسى لذلك. فبعث مستشار الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء السيد يانغ جيه تشي كممثله الخاص لتقديم واجب العزاء. إلى جانب ذلك، أعرب عامة الناس في الصين عن تعازيهم في وفاة الملك عبدالله بمختلف الأشكال، تعبيراً عن الشكر والتقدير للملك عبدالله على دعمه للصين ومساهماته في تعميق الصداقة بين البلدين، وعن خالص العزاء والمواساة بوفاة جلالته رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وإن الشعب الصيني سيتذكره الى الأبد. نعم، سنتذكر جلالته وأعماله سوف تستمر. فعلينا تضافر الجهود في تعزيز العلاقات المتميزة القائمة بين البلدين. فتقدم رئيس الصين شي جينبينغ الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمناسبة توليه الملك بخالص التهاني وأطيب التمنيات، وإنه على ثقة بأن جلالته في ضوء هذه المهمة السامية سيقودون المملكة حكومة وشعبا لتحقيق إنجازات جديدة في مسيرة بناء الوطن، متمنيا للمملكة مواصلة لعب دور مهة وتنشيط في القضايا الدولية والإقليمية. والجدير بالذكر أن الملك سلمان بن عبدالعزيز قام بزيارة مثمرة وناجحة للصين في مارس الماضي بصفته ولي العهد حينذاك حيث التقى مع رئيس الصين شي جينبينغ وأعرب الجانبان عن عزمهما على رفع مستوى علاقات الصداقة الاستراتيجية الصينية السعودية، وأكدا على أهمية مواصلة تكثيف الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين والتشاور على مختلف المستويات واستمرار التواصل والتعاون في كافة المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما. كما أبدى الرئيس شي جينبينغ في الاجتماع رغبته في زيارة المملكة في وقت يناسب الجانبين وفي أقرب فرصة ممكنة. يصادف العام الحالي الذكرى السنوية ال25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمملكة. قد حققت العلاقات الثنائية إنجازات كثيرة بفضل اهتمام القيادتين وجهود الشعبين، فأصبح البلدان صديقين وشريكين طيبين تربطهما الثقة المتبادلة والتعاون الوثيق. إن الصين حكومة وشعبا تحرص كل الحرص على الصداقة مع المملكة، وتولي اهتماما بالغا لتطوير العلاقات الثنائية، وتستعد للعمل مع الجانب السعودي في سبيل مواصلة دفع علاقات الصداقة الاستراتيجية بين البلدين الى الأمام. *سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة