قبل يومين استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وفداً نسائياً من مجلس الشورى قدم لمبايعته في مشهد تاريخي لم يسبق أن عاشته أروقة قصر اليمامة.. المرأة الممثلة لكل نساء الوطن تحضر لتبايع ملك المملكة العربية السعودية حاملة معها صوت كل مواطنة ومبايعة، كل سعودية تحب وطنها وتسعى لأن يشكل الاستقرار والامن و الأمان أهم ركائزه.. عضوات مجلس الشورى عشن لحظة تاريخية بكل المقاييس وحملن أمانة كبيرة وقدمن واجباً عظيماً كان دوما قصراً على الرجال دون النساء فكيف رأت عضوات المجلس هذا اليوم وهذا الموقف؟ رسالة مهمة د. ثريا العريض عضو مجلس الشورى والشاعرة وأخصائية التخطيط قالت: كانت تجربة فريدة تحدث لأول مرة في الوطن.. أن تشارك المرأة رسمياً في حدث رسمي في الديوان الملكي بقصر اليمامة. وشخصياً بصفتي عضو في مجلس الشورى أجدها فرصة لأشكر كل من جعل ذلك يحدث، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الذي نصافحه للمرة الثانية بعد أن شرفنا في المرة الأولى قبل اسبوعين أو ثلاثة، وهو بعد ولي العهد، ليلقي في مجلس الشورى كلمة الملك السنوية نيابة عنه لظروفه الصحية. كما أشكر مجلس الشورى على قرار مشاركة العضوات في تقديم واجب العزاء والمبايعة في الديوان الملكي بقصر اليمامة، إلى خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد لعزيز، وولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله. وأشكر زملاءنا في العلاقات العامة على حسن التخطيط والترتيب وتحقيق المشاركة بسلاسة. وأضافت: أن حضورنا حقق نتائج إيجابية كثيرة؛ أولها هو تطبيق لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله.. وهذه هي أعلى درجة من شكرنا له. وثانيا؛ أن حضورنا كجزء لا يتجزأ من وفد مجلس الشورى كان تأكيداً أن رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز متواصلة مع رؤية سلفه الصالح الملك عبدالله بن عبد العزيز -رحمه الله-، وتقطع الطريق على تكهنات المعارضين لنهجه الإيجابي التقدمي، ورغبتهم في أن خطوات تمكين المرأة وتفعيلها ستتراجع. وثالثا؛ أن حضورنا كان منجزاً إعلامياً مهماً على المستوى العالمي، حيث أعين العالم وصحفه ووسائل إعلامه مركزة على الرياض وما يحدث في أعلى مستويات صنع القرار فيها. وهذا الزخم من المعزين من قادة العالم والوفود المصاحبة دليل على ذلك، لحظتها كانت كل أعين العالم ترى مباشرة الملك الصالح يتلقى العزاء والمبايعة من كل فرد من أعضاء المجلس وكل نشرات الأخبار اللاحقة تؤكد اتجاه مسيرة التداعم والتفعيل مرات ومرات. وفي الحقيقة حضور المرأة السعودية لأول مرة بصورة رسمية في محفل عام على هذا المستوى من الأهمية المحلية والعالمية، رسالة مهمة توضح توجه صانع القرار منذ البداية وهو مواصلة كل مساعي التطوير والتنمية المستدامة والبناء على كل المنجزات الأسبق.. ولا تراجع عن أي تقدم إيجابي. رؤية ثاقبة الأستاذة الدكتورة زينب بنت مثنى أبوطالب عضو مجلس الشورى قالت: كان لقاؤنا بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهد الأمين وولي ولي العهد تعبيراً صادقاً عن تقدير ولاة الامر في المملكة للمرأة السعودية. ورغم جدول يوم الاحد المزدحم لخادم الحرمين الملك سلمان مع رؤساء دول العالم والوفود والجموع الغفيرة من المعزين الذين غص يهم الدايون الملكي، إلا انه كان حريصا على تخصيص وقت لعضوات مجلس الشورى، حيث قدمنا العزاء في فقيد الامة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبايعنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وولي ولي العهد البيعة الشرعية، على كتاب الله وسنة رسوله. واهتمام ولاة الامر بالمرأة السعودية ليس جديدا وخصوصا القناعة الراسخة بأن المرأة شريك حقيقي، وحضورها في مثل هذا الحدث والمشهد السياسي أمر حتمي. لذا كان من حق الوطن مشاركة عضوات مجلس الشورى الوطن في همومه وقضاياه. ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان رؤية عميقة وثاقبة حول المرأة السعودية. فقد تحدث خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- مرارا عن المرأة السعودية، ومما ذكره "أن الاسلام قد رفع منزلة المرأة وأحلها المكانة العالية، وأن المجتمع بحاجة الى مزيد من التوعية لتحقيق مزيد من حضور المرأة". وكأول دفعة طب في المملكة من النساء تشهدها المملكة، كان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، أميراً لمدينة الرياض انذاك، اشراف وتشجيع مباشر، وتدشين بداية اول حقبة من الطبيبات السعوديات التي انطلقت من جامعة الملك سعود. فهو يؤمن بدور المرأة في الاعمال الجادة التي تتناسب وطبيعتها. واليوم يحصد المجتمع السعودي ثمار الرؤية الملكية الصادقة. وما يشهده المجتمع من دور قوي للمرأة السعودية في المنظومة الصحية وغيرها دليل على ذلك. وقد شهد المجتمع للمرأة بكفاءتها وقدرتها في الحفاظ على قيمها ومبادئها والتفوق في مجال عملها ومهنتها وحققت نجاحا باهرا في مجالات عديدة. وأمتد نجاحها الى الطب والتعليم والتجارة وغيرها من المهن التي تتناسب وطبيعتها. وهذا الرؤية الملكية تؤكد أن تعطيل دور المرأة فيه جناية على بناء المجتمع وخرق للقواعد الإسلامية التي منحت للمرأة حقوقها الأساسية، وقرارات الدولة الخاصة بالمرأة ألجمت الأصوات المدعية أن المملكة لا تعطي المرأة الفرصة للمشاركة في المؤسسات الرئيسة في المجتمع والدولة. وكان آخرها انضمام المرأة الى مجلس الشورى لما له من مبرراته الموضوعية، فلا يستقيم إعداد الأنظمة والتشريعات في غياب المرأة الشريك الحقيقي وصانع الأجيال. كما أن من يقوم بإعداد الأنظمة والتشريعات ينبغي ان يكونوا من الخبراء المتخصصين، والمرأة اليوم تملك الكثير من القدرات العلمية والعملية للمشاركة في اصدار أنظمة جديدة أو تعديل وتطوير ما هو قائم. وكثير من الأنظمة التي تمس المرأة والأسرة والطفولة والشباب والكهولة ومن الضرورة أن تكون حاضرة ومشاركة في صناعة هذه الأنظمة والقرارات. و يشهد الجميع بأن الدولة والمجتمع لم يعطلا دور المرأة بل هم سند لها. فلدينا العديد من النساء اللواتي أثبتن كفاءتهن العلمية وبرزت خبراتهن في شؤون الحياة في مجالات عديدة، ولدينا أسماء مشرقة في خدمة وطنهن، ولدينا جيل من الرائدات في التعليم والصحة والخدمة العامة في مؤسسات الدولة، ويشكلن رصيداً وطنياً متاحاً يدعم مشاركة المرأة في أعمال القطاع الحكومي والخاص. ويوجد في المجلس اليوم نساء شاركن في إدارة مؤسسات المجتمع المدني، وعلى اتصال مباشر باحتياجات المرأة والطفولة، منهن من كان له يد كريمة في إنشاء المؤسسات والجمعيات الخيرية، وأسسن المنشآت التجارية الناجحة. تمثيل لكل المواطنات الاستاذة الدكتورة سلوى بنت عبدالله الهزاع عضو مجلس الشورى استاذ محاضر كلية الطب جامعة الفيصل رئيس واستشاري امراض وجراحة العيون كبير العلماء واستشاري الامراض الوراثية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث: استقبال الملك سلمان لعضوات الشورى في قصر اليمامة بالرياض لتقديم واجب العزاء ومبايعة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الامير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الامير محمد بن نايف من المؤشرات القوية لمواصلة تمكين المرأة السعودية في المجتمع التي بدأها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -رحمة الله عليه- ومقولته "لن نسمح لكائن ما أن يهمش المرأة السعودية.." وتعد خطوة ايجابية لتكملة مسيرة القائد الراحل ملك الانسانية وتمثيلا لكافة المواطنات في اداء هذا الواجب. د. ثريا العريض تداخل على أحد البنود في مجلس الشورى، وعن يسارها د. ثريا عبيد د. زينب أبو طالب د. سلوى الهزاع تداخل في إحدى الجلسات