(وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) صدق الله العظيم. الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام وجعلنا ممتثلين لقضائه وقدره محتسبين إليه في السراء والضراء نحزن كسوانا من البشر عندما نفقد عزيزاً علينا ونختلف عنهم بأننا عندما نفقد القائد فنحن نفقد الوالد وعندما نفقد الوالد نرزق بوالد آخر وهكذا عشنا سنوات حياتنا منذ أن فقدنا والدنا عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه قبل 63 عاماً وفقدنا بعده ملوكنا الآباء سعود وفيصل وخالد وفهد طيب الله ثراهم أجمعين إلى أن فقدنا والدنا عبدالله بن عبدالعزيز ونحن نحتسب إلى الله فتجدنا نعزي ونبايع، نفقد والداً ونستقبل والداً، ولهذا فنحن بحمد الله ومنته لا نشعر باليتم وهذه نعمة من الخالق جلت قدرته اللهم أدم على وطني نعمة الأمن والأمان. لقد فجعنا بفقدان والدنا عبدالله وذرفنا الدموع ورفعنا الأكف بالدعاء إلى المولى أن يجازيه الله خير الجزاء فلقد عاش محبا لشعبه محبوبا من شعبه ولأننا أبناؤه فهو يطلب منا أن ندعو له ولن ننساك من دعائنا فكيف ينسى الابن البار والده.. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته وألهمنا من بعدك الصبر والسلوان وعوضنا في والدنا سلمان كل خير فهو الوالد من بعد والد وهذا ما يميز وطني عن سواه وهذا ما لم ولن يفهمه خفافيش الظلام ودواعش الفضائيات والمواقع الإلكترونية الذين يظنون أن من يرحل عنا زعيم يلبسونه ما يشاؤون من الثياب ويطلقون عليه ما يوافق أنفسهم المريضة فيأتي ردنا وفي لحظات حزننا بأننا فقدنا والدنا والابن يذود عن والده ويفتديه بروحه وبكل ما يملك وهنا تصاب تلك الأقلام الحاقدة والألسن الكاذبة التي تبحث عن منفذ لسمومها بخيبة الأمل لأن كيدها ارتد عليها طال الزمن أو قصر فهي ترى قادة العالم وقد شدوا الرحال إلى هذا البلد الأمين قبلة المسلمين وأرض الحرمين لكي يواسونا في والد رحل ويشدوا من أزر والد جديد يقود شعبه بل أبناءه وبناته إلى مواصلة مسيرة العطاء وكل والد يحمل وصايا من سبقوه فيحنو عليهم ويواصل المسيرة. وتحاول تلك الأقلام الحاقدة أن تنفذ من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فتصاب بخيبة الأمل من هذا العدد الملاييني من أبناء هذا الوطن ومن شعوب دول الخليج ودول العالم العربي التي تستشعر فقدان الوالد وعندما تبحث عن دائرة أكبر لا تجد إلا الإعجاب من كل شعوب العالم بهذا التلاحم بين الوالد وأبنائه أو كما يرونه بين القائد وشعبه سلاسة في الانتقال، بساطة في توديع الفقيد إلى مثواه الأخير، فالمسلم يؤدي رسالته في الدنيا ويعود إلى خالقه بعمله متبوعاً بدموع ودعاء محبيه، الكل يبيحه والكل يدعو له، فنعم الختام لوالد رحل، ونعم البداية لوالد أتى، وتجتهد تلك الألسن المسمومة عبر قنواتها فلا تجد إلا كل خيبة فعندما تفرح باتصال تجده سهماً يوجه إلى القلب المريض وهكذا ورغم قلة الحاقدين في مواجهة جموع المحبين يكون العزاء رادعاً لهم مؤيداً لنا فنحن لا نفتعل المحبة لأنها مغروسة في قلوبنا، فنحن نحب محبة آباء وإخوان، نحبهم بكل حالاتهم ولهذا فالله سبحانه وتعالى منحنا مقابل هذا الحب ومقابل هذا الوفاء عطاء متجددا فكنا كالجسد الواحد، صفات المؤمن هي صفاتنا وأخلاق العربي أخلاقنا وشهامة الفرسان ميزتنا فهنيئاً لوطننا بقادته بل بآبائه، وهنيئاً لهذا الوطن بشعبه بل بأبنائه.. حفظك الله يا وطني ورحم فقيدنا الوالد الغالي عبدالله.. وأعان والدنا سلمان وإخوانه على مواصلة الرسالة وحمل الأمانة وأدام على بلاد الحرمين أمنها وأمانها ولتغرب شمس كل حاسد وحاقد.