عندما يتحدث إنسان بحجم وقامة رئيس تحرير جريدة "الرياض" الأستاذ تركي السديري "عميد كتاب الوطن" عن قائد من قادة بلاده، وهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية حفظه الله، ويغوص بقلمه النافذ إلى أعماق تلك الشخصية العظيمة، ويصف بمداد قلمه ما تحمله بين طياتها من حب وتسامح وبعد نظر وتفاؤل وعمل متواصل لما فيه خير بلاده وأمته، لا شك ان ذلك يستوجب من الجميع التوقف طويلاً عند ذلك الحرف، وابعاد تلك الكلمة فقد شدتنا كلمتك أثناء لقائك بقرائك يا رئيس تحرير كبريات الصحف في بلادي في عدده الصادر يوم السبت 1429/3/28ه ، وأنت تصف قائد الأمة، وباني النهضة ومجدد المسيرة الذي عاهد نفسه أمام ربه وأمام شعبه مراراً وتكراراً ان يكون خادماً لقضاياهم منافحاً عن حقوقهم، ومتكلماً بلغتهم ومترجماً أميناً لمشاعرهم وهو بهذا يعمل لجعل المواطن السعودي ذا هوية واضحة لا تهتز ولا تتأثر بالظروف التي تحيط به بغية النيل من مكتسباته التي تحققت له على مر التاريخ، فالنهوض بهمة الشعب وتبصيرهم عملياً بما يدور حولهم من أحداث ومصاعب وما يقر لهم من حقوق وما يلتزمون به من واجبات نجدها جميعاً حاضرة في جسد، وروح ومشاعر ذلك الأب العظيم المحب لوطنه الرؤوف بعد الله بشعبه وأبناء أمتيه العربية والإسلامية. إن شخصية الملك عبدالله بن عبدالعزيز جمعت بين الأصالة الراسخة التي لا تحيد عن المنهجية الواضحة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله وأبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد عليهم رحمة الله جميعاً التي تؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً ومنهجاً يستمد منه الحكم في هذه البلاد الطاهرة، كما ان شخصيته العظيمة تتصف وتمتاز بالروية والتدبر قبل اتخاذ القرار ونجد هذا عنواناً بارزاً في التعاطي مع مجمل الأحداث التي عاشتها بلادنا بالداخل والخارج، فالسكينة جعلها الملك عبدالله ملازمة له في كافة شؤون حياته، والصبر عنواناً بارزاً يستمد منه الوقود لتحقيق رسالته والوصول لهدفه والإيثار على النفس وصدق المشاعر نجدها حاضرة في كلامه وأفعاله ولا شك انه بهذه الصفات إنما يمهد لقيام ثورة حقيقية لجيل صالح من أبناء وطنه يجب ان يسير على نفس المنهج الذي رسمه له، وعاهد الله على المضي قدماً فيه بمؤازرة فعالة وهمة كبيرة من أبناء الملك المؤسس الذين يقفون صفاً واحداً تحت إمرة هذا القائد وولي عهده الأمين فهنيئاً للشعب بهذه القيادة، وهنيئاً لهذه القيادة بهذا الشعب الطيب الذي بادلها الحب، والمشاعر الفياضة في صورة من أبهى وأنقى وأجمل صور التلاحم التي تجمع بين الحاكم والمحكوم. وأخيراً كلي رجاء وثقة بأبناء هذا الوطن من مثقفين ودارسين وأساتذة وأكاديميين وكتاب ان يجعلوا أيديهم صفاً واحداً للعمل على ايضاح وترجمة تلك الأعمال الجبارة والإنجازات الخالدة التي تحققت لهم في هذا العهد الميمون، وان يتم العمل على وضع خطة استراتيجية وطنية ترمي إلى تثقيف أبناء هذا الشعب للاستفادة القصوى مما تحقق لهم من مشاريع تنموية وتعليمية واقتصادية وصهرهم للتعامل الايجابي مع الخطط الطموحة التي ترمي إليها القيادة في كافة اتجاهات الحياة ومختلف علومها، كما ينبغي استغلال هذه الفرصة ووجود البذل السخي من هذه القيادة النبيلة للمحافظة على ما تحقق من أهداف والاستعداد الأمثل للتعامل المثالي مع الأهداف القادمة التي ستتحقق بإذن الله والتي تهم الوطن والمواطن لكي تتحقق أماني ذلك القائد العظيم تجاه وطنه وأمته.. فسر أيها القائد تحفك العناية الالهية من خالقك وتؤازرك ملايين الحناجر التي تلهج بالدعاء الصادق صباح مساء لخالقها ان يجعل التوفيق متوجاً لكافة مساعيك الخيرة، فأنت القائد وأنت القدوة وأنت نعم الأب ونحن بإذن الله نعم الأبناء يا خادم الحرمين الشريفين وسيثبت التاريخ ان مواطن هذه البلاد الطاهرة يستحق المكانة التي تسعى للوصول به إليها المتصفة بالعزة للإنتماء والشموخ الذي لا يقف عند حد في طلب المعالي.