لم يبرز اسم "روضة خريم" عند السعوديين، إلا عندما اتخذها الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يرحمه الله)، مقراً لإقامته ايام الربيع، حيث كان يحرص على التنزه في الرياض ذات الجذب. وتبعد "روضة خريم" عن مدينة الرياض نحو 100 كيلو متر من الجهة الشرقية الشمالية، وتتبع إدارياً محافظة رماح وتبعد عنها 20 كيلو متراً تقريباً، وتمتد بطول 30 كيلو متراً وبعرض كيلو مترين اثنين، ويصب فيها واديا الخويش والثمام، وتوجد بها محمية صيد افتتحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - في صيف 2005. وتتميز "روضة خريم" بجمالها وكبر مساحتها وتقع على الطرف الجنوبي الغربي من صحراء الدهناء ذات الطبيعة الرملية، وتصب في اودية كثيرة، اشهرها وادي خويش ووثيلان والثمامة، وتحتوي الروضة على اشجار السدر والطلح المعمرة، بالاضافة الى نباتات موسمية تنمو ايام الربيع مثل النفل والخزامى التي تعبق ايام الربيع المكان برائحة زكية تجذب الزوار. وتزدان الروضة أثناء فصل الربيع بالخضرة، كما تتميز بأجوائها الربيعية وتعد من المتنزهات الكبيرة التي يقصدها أهل العاصمة للتنزه لقربها وطبيعتها، ويوجد فيها مجموعة كبيرة من الأحياء التي تندر مشاهدتها مثل: غزال الريم وطيور الحُبارى والنعام والغزال نحيل القرون. وتشتهر الروضة بكثيرٍ من النباتات والأعشاب البرية المعروفة التي قد لا توجد إلا فيها، مثل: الكرش والصمعة والنفل والرقمة والبسباس وغيرها الكثير. واكتسبت "روضة خريم" أهميتها كمقر للاستجمام يقصده الملك عبدالله بن عبدالعزيز كل عام، وشهدت لقاءات هامة لرؤساء وزعماء ومسؤولين عالميين، إذ استقبل الملك عبدالله بن عبدالعزيز فيها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب والرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الإبن والرئيس كلينتون، والأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، والرئيس السوداني عمر البشير ورجب طيب اروغان وبيل جيتس مالك شركة مايكروسوفت، والعديد من الشخصيات الهامة والمؤثرة. ويرتاد الروضة المواطنون والمقيمون من سكان العاصمة والمحافظات والقرى القريبة منها. ووضعت في مدخل الروضة بوابة لتنظيم الدخول إليها، وهي محمية بأعمدة من حديد لمنع دخول السيارات إليها حفاظاً على الغطاء النباتي الذي يهددها بالزوال. وينطلق الزوار الى الروضة من الطريق الدائري الشمالي من جهة الشرق والمعروف باسم طريق الدمام السريع، ليأخذوا الطريق المتجهة الى رماح، وتنتشر عند مدخل الروضة مجموعة من البائعين يعرضون ادوات الرحلات والخيام ومواقد وادوات الشواء والاواني التي تعد بها القهوة العربية والاكلات الشعبية، كما أن المتنزهين يحرصون على زيارة الروضة ونصب الخيام فيها، عند هطول الأمطار، حيث تأخذ أعداد زوارها بالازدياد، لقربها من العاصمة وتنوع غطائها النباتي وارضيتها الرملية، حيث تعد الروضة الأكثر شهرة في المنطقة.