ليست منتجعا سياحيا يقضي فيه إجازة الربيع فحسب، بل هي أيضا مركز مهم اعتاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن يصنع لشعبه وللعالم قرارات محورية مهمة على مختلف الأصعدة. في روضة خريم، أو ذات الرئال كما كان يطلق عليها سابقا، التي تفترش مساحة واسعة من قلب صحراء الدهناء، ويفصلها عن عاصمة القرار الرياض 100 كيلو متر، اعتاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن يقضي جزءا من وقته في قلب الصحراء التي تحولت إلى محمية للحياة الفطرية، ومنتجع يقصده سكان الرياض وعدد غير قليل من أبناء الخليج الذين يبحثون عن الراحة والاستجمام والاستمتاع بطبيعة خضراء وسط صحراء تضج بحياة غزال الريم والمها العربي والنعامات وطيور الحبارى. خلال السنوات الخمس الماضية التقى خادم الحرمين الشريفين، يحفظه الله، زعماء وقادة ورجال سياسة واقتصاد من مختلف بلدان العالم، كما التقى مواطنين وأهالي محافظة رماح والمراكز القريبة منها، أمس الأول استقبل في مقر إقامته أخيرا سيدة الدبلوماسية الأمريكية الأولى هيلاري كلينتون، وقبلها خلال السنوات الماضية التقى الرئيس السابق للجمهورية اليمنية علي عبدالله صالح، كما التقى وزير الطاقة الأمريكي الدكتور ستيفن تشو، وفخامة الرئيس إدريس ديبي اتنو رئيس جمهورية تشاد، وقائد القوات المركزية الأمريكية الفريق أول ديفيد بتريوس، والرئيس الدكتور تاباري فازكير رئيس جمهورية الأورغواي. في روضة خريم أيضا، تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود جائزة الملك خالد للإنجاز الوطني في دورتها الأولى، تشرف بتقديمها للملك صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك خالد الخيرية رئيس هيئة جائزة الملك خالد، خلال استقبال الملك المفدى له ولأعضاء هيئة الجائزة وأمينها العام. وشهدت روضة خريم إعلان الميزانية العامة للدولة للسنة المالية 2010م، وذلك في 28 صفر 1430ه، كما شهد ذات المكان في 24 ذو الحجة 1429ه، أيضا إقرار الميزانية العامة للدولة للعام المالي 1430/ 1431ه. تستقر في روضة خريم مياه عدد من الأودية، أشهرها وادي خويش ووثيلان والثمامة، وتحتوي الروضة على أشجار السدر والطلح، بالإضافة إلى نباتات موسمية مثل النفل والخزامى التي تعبق أيام الربيع المكان برائحة زكية تجذب الزوار. عن سر تسمية الروضة بهذا الاسم تشير البحوث وكتب التاريخ إلى أن الروضة سميت بذلك بسبب «خرم» في الرمال أحدثته السيول، شرقا في مكان يعرف ب «نقاء خريم»، وهو مكان مرتفع في النفد على شكل جبل من الكثبان الرملية أحدثته السيول، فعندما تسيل الأودية بفعل هطول الأمطار وتصل إلى هذه الرمال تصدها وتشكل مضيقا، ونتيجة لحفر المياه هذه الرمال تشبه فتحة الخرم، فتداول الناس هذا الاسم بينهم روضة خريم بالنسبة للروضة، ونقاء خريم بالنسبة للكثبان الرملية. ويحرص المواطنون والمقيمون أيضا على قضاء وقتهم في روضة خريم في مثل هذا الوقت، حيث ينتشر عند مدخل الروضة مجموعة من البائعين يعرضون أدوات الرحلات والخيام ومواقد وأدوات الشواء والأواني التي تصنع بها القهوة العربية وغيرها من الأكلات والمشروبات الشعبية ذات المذاق الفريد، وتضج الواحة بحركة لا تهدأ ليل نهار من المتنزهين الذين يحرصون على زيارتها عند هطول الأمطار.