لم يكن رحيل ملك الإنسانية ورجل الحكمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمرا سهلا على قلوب المسلمين عامة وشعبه خاصة، فهو قاد المملكة إلى مراحل تاريخية من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والفكرية، ورغم أن الحقبة التي حكم بها البلاد كان من أشد الفترات اضطرابا في عالمنا العربي والإسلامي، وكانت الفتن تموج وتهدر في كل الاتجاهات إلا أن حكمته يرحمه الله جنت الكثير من البلدان المآسي، وعمل على رأب الصدع العربي ومساعدة كل الدول على تجاوز الأزمات. * وعلى المستوى الاقتصادي حققت بلادنا الغالية خلال حكمة أعلى معدلات النمو وسخرت الميزانيات التاريخية لأحداث أحد أكبر الطفرات الاقتصادية سواء على مستوى مشاريع البنى التحتية او على المستوى التعليمي والصحي والاجتماعي، وكذلك الإصلاحات السياسية وتطوير أعمال مجلس الشورى. *وان كان الحزن يخيم على الجميع إلا أننا مؤمنين بقضاء الله وقدرة، وعزاؤنا ان بلادنا تبقى بفضل الله في يد قيادة حكيمة، وها نحن اليوم نبايع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف حفظهم الله جميعا، وبلا شك فان تولي الملك سلمان مقاليد الحكم إنما هو مبعث اطمئنان والتاريخ يشهد بحكمة وقدرة سلمان بن عبدالعزيز وهو منذ عقود يعد أحد أهم أركان الحكم في بلادنا ومحبتة مغروسة في قلوب منذ عقود طويلة، واليوم يتقلد حفظه الله مسؤولية البلاد برصيد وافر وزاخر من الحكمة والإدارة وبعد النظر والخلفية السياسية والاقتصادية الكبيرة والغنية بالحس القيادي العالي، والمكانة الشخصية التي يحتلها في قلوب قادة العالم مما يعني بقاء وتنامي الدور السعودي على الصعيد السياسي والدولي وهو دور مؤثر يرتكز على إرساء دعائم السلام في العالم. *وتأتي مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد، وسمو الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد لتؤكد للجميع أن بلادنا لديها من الامتداد الايجابي مايرسي أركان الاستقرار والأمن، وبما يضمن بإذن الله مسيرة التنمية والرخاء واستمرار معالم البناء لتبقى بمشيئة الله واحة للأمن والاستقرار، ومنارة للعلم والتقدم والازدهار، حفظ الله بلدنا وقادتنا وأدام علينا نعمة الامن والاستقرار والمحبة.