سلمان بن عبدالعزيز.. رجل الثقافة والتاريخ أدرك منذ البدايات أهمية دور الإعلام في العملية التنموية، فكان رجل الصحافة والإعلام في كل مراحل حياته، فرغم انشغالاته وعظم المسؤوليات الجسام التي كانت تلقى على عاتقه إلا انه يتابع ما يكتب ويدور في الصحافة كالمواطن أولا ثم كمسؤول وقيادي في الدولة، عُرف عنه ثقافته الكبيرة واطلاعه الواسع على التاريخ خصوصا التاريخ السعودي، هذا الاطلاع جعل سلمان المثقف على علاقة كبيرة ووثيقة بالصحافة والصحافيين وهو ما صرح به حفظه الله أكثر من مرة مشددا في كل مناسبة على أن تطور الصحافة يعكس في وجه من أوجه تطور وازدهار السعودية بشكل عام. فما زالت ذاكرة الوطن تتذكر تصريح سموه خلال حفل "الرياض" السنوي لكرم المتميزين في مجالات الصحافة والثقافة والرياضة وذلك في مقر الجريدة بحي الصحافة عام 1427ه عندما قال: "نحن كدولة ونحن كمسؤولين نرحب بالنقد بل نعتبره شيئاً إيجابياً وشيئاً ضرورياً فإن كان حقيقة فيستفيد منه المسؤول فإن كان هناك خطأ أو عدم فهم أو إلمام بالقضية كذلك يستفيد المسؤول منه حتى يبين حقائق موجودة عنده، وهذا أيضاً يخدم الهدف العام، ونحن كمجتمع دولة ومواطنين كلنا مجتمع واحد والحمد لله"، وواصل سموه:"أنا شخصياً لا أشكو إطلاقاً من الصحافة كشخص ربما أشكو مرات من المبالغة لكني أقولها بإخلاص مطلوب ممن يكتب أو من ينشر تحقيقاً صحفياً أن يتقصى الأمر." هذا الحضور المميز تجدد في رعايته - حفظه الله - لحفل صحيفة " الرياض" بمناسبة حصولها على أفضل صحيفة عربية لعام 2010 حيث أكد في كلمته خلال الحفل: "إننا في دولة نرى فيها يومياً ولله الحمد التطور والتقدم والصحافة جزء من المجتمع السعودي وتطورها يمثل تطور البلد، وبلادنا تستحق منا جميعاً العمل فهي بلاد الحرمين ومهبط الوحي التي يتجه لها المسلم خمس مرات يومياً وفيها النبي العربي الذي أنزل عليه القرآن بلغة عربية وكما هي فخر لنا هي حمل علينا ويجب أن نتحمل الحمل". نهج سلمان في التعاطي مع الصحافة لم يتغير ولم يتبدل، فهو الموجه والناصح والمتابع لمشاكل الوطن وهموم المواطن، هذا التعاطي كان بذرة احترام متبادل بين الطرفين فنجد سموه يعلنها مراراً: "أنا أجل وأحترم صحفيي بلادي وصحفيي دول الخليج وصحفيي الدول العربية بصفة عامة وأكن لهم كل الاحترام وفي نفس الوقت أشجعهم وألومهم إذا أحسنوا شجعت وإن اعتقدت أنهم أساءوا لمت، ولكن والحمد لله أجد منهم دائماً التجاوب لأن حسن النية موجودة بيني وبينهم ولأن الثقة ولله الحمد موجودة"، ويضيف: " الصحافة في أي مكان في العالم هي بحاجة إلى مساحة من الحرية حتى تستمر وتزدهر وذلك يعتمد أساساً على قدرتها على النقد وتوصيل مشاكل وهموم الناس، إذا ما افتقدت مثل هذه الأجواء من الشفافية فإن الصحافة تصبح بلا قيمة ولا تأثير، ولكن هذا ليس حال الصحافة في السعودية التي تشهد خلال السنوات الماضية تصاعدا مطردا في مستوى الحريات والنقد". هذه النظرية الإعلامية لم يرافقها خلال مراحل حياته أي فوقيه أو سلطوية فهو "سلمان بن عبدالعزيز " المواطن أولا والمتابع ثانيا وما زالت ذاكرة الصحافة تستحضر رده على أحد الكتاب في الصحف من خلال مقال بعنوان "الإنسان إذا لم يكن وفياً لمسقط رأسه لا يكون وفياً لوطنه" والذي وقعه باسم " سلمان بن عبدالعزيز " في إشارة واضحة لمشاركته الصحفيين في نقاشهم اليومي وفي هموم الوطن والمواطن رافضاً كل الرسميات. رده - حفظه الله - جاء تأكيداً لحديثه خلال افتتاحه معرض وملتقى «الصور التاريخية في الصحف السعودية» عام 2013 عن دور الصحافة السعودية في نقل وإبراز الإرث التاريخي والتراث الوطني لبلاده، منوها في الوقت نفسه بإسهام الصحافة في التشكيل الثقافي وحفظ معالم الهوية الوطنية، وإطلاع القراء على ما زخرت به المملكة من حراك تاريخي على مراحل مختلفة من الزمن. الملك سلمان خلال رعايته حفل الرياض خادم الحرمين يشجع أصغر مصور سعودي الملك سلمان يتحدث للصحفيين بلغة شفافة وشاملة