قبل عدة أسابيع تناولت في هذه الزاوية موضوع أن وزارة الصحة عليلة وتحتاج علاجا شاملا، واقترحت عدة أولويات مطلوبة من الوزير الجديد، ووصلتني ردود فعل إيجابية من قبل أطباء وعاملين في الوزارة، وذكر بعضهم أن هناك ملف آخر لم أذكره يجب أن يعالجه الوزير الجديد هو ملف الصيدليات، وتناولوا جانبا في غاية الأهمية تتعلق بهذا الملف، وكمية الفساد المحيطة به سابقا كما نشر في الإعلام من أخبار سابقة عن قضايا فساد في مجال منح تراخيص الصيدليات في بعض المناطق. وعموما الواقع الحالي يقول إن هناك انتشار غير مبرر للصيدليات في كل شارع وحي، ومن المؤكد أن المملكة الأولى عالميا من حيث عدد الصيدليات في المدن الكبيرة أو تنافس على المركز الأول مقارنة بأعداد السكان، وهذا الأمر يصعب من الإشراف والرقابة على الدواء وتطوير أعمال الصيدليات، والناس لا تحتاج في كل حي لعشر صيدليات!. كما أن معظم العاملين في الصيدليات الخاصة غير سعوديين، ومن المؤكد أن النسبة تتجاوز 90%! بينما الملاك بالاسم صيادلة سعوديون، ومعظمها تدار بالتستر، ولا يمكن الجزم بذلك أو إثباته أو التأكيد على أن الصيدليات تدار بالتستر، وبغض النظر عن ذلك، فإن المتخصصين والمتابعين يقولون أو يشعرون بأن أجواء منح التراخيص للصيدليات في المملكة ليست نقية وتحتاج مراجعة شاملة، وفي ضني أن وزارة التجارة لو ركزت على كشف حالات التستر في الصيدليات بالتعاون مع وزارة الصحة فإنه سيتم اكتشاف حالات عديدة. وفي كل الأحوال أعتقد أن هذا الملف يجيب أن يفتح ويناقش بشفافية وتعالج سلبياته، مع التأكيد منذ البداية على التقدير والاحترام الكامل للأخوة الصيادلة من غير السعوديين الذي يعملون في الصيدليات الخاصة. وقد لا يكون من المناسب اشتراط أن يكون مالك الصيدلية صيدلي سعودي، بينما جميع العاملين في الصيدليات هم من غير السعوديين، والصحيح هو قلب المعادلة، وصدور قرار حازم بأنه سيتم بعد عدد معين من السنوات اشتراط أن يكون 50% من العاملين في أي صيدلية من السعوديين والسعوديات، وبعد ذلك 100%، بغض النظر عن الملكية، بحيث يتم العمل الجاد على توفير كافة متطلبات تنفيذ هذا الشرط عمليا، ومنها دعم كليات الصيدلة بالمملكة وتشجيع الابتعاث في هذا المجال خلال الفترة السابقة لتنفيذ القرار، حيث انه حاليا حاجة القطاع للصيادلة تفوق أضعاف الخريجين من كليات الصيدلة في المملكة. مع كل الدعوات لمعالي الوزير الجديد بالتوفيق لتنفيذ طموحات القيادة وفقها الله في تطوير الرعاية الصحية في بلادنا، بما في ذلك معالجة واقع الصيدليات، وأهم منه تحقيق حاجة كل مريض لسرير، وينتهي المشهد المريض، حيث صورة فاعل خير كبير يتبرع بمعالجة مواطن فقير!.