نحن لسنا مجتمعا ملائكيا معصوما عن الخطأ في مجال من مجالات الحياة، ومنها المجال الرياضي الذي نعيش من خلاله مرحلة عصيبة تمر بها رياضتنا الحبيبة منذ زمن طويل في جميع الألعاب الجماعية والفردية باستثناء الفروسية، وبالأخص كرة القدم التي تعيش من خلالها الأندية والمنتخبات السعودية جفاف بطولي بشكل مريب ومخيف نتيجة أخطأ وترسبات وتحزبات وعصبيات مقيتة من قبل مسؤولي الاتحاد ولجانه ورؤساء الأندية واللاعبين ليس هذا فحسب بل الحال إلى الجماهير الرياضية الأمر الذي جعل هذه الجماهير تهتف بعبارات وهتافات عنصرية من خلال المشاركات المحلية، أو حتى الخارجية التي كان الأولى بنا جميعا أن نكون صفا واحدا متعاضدين ومتكاتفين من أجل الظفر بأي بطولة خارجية سواء كان المشارك فيها ناد أو منتخب كونهما يمثلان الوطن. مجتمعنا الرياضي لم يكتف بذلك فحسب، بل قدم رياضتنا بهذه الأخطاء لقمة سائغة على طبق من ذهب لمن حولنا، وأصبحت هذه الأخطاء تناقش وتحلل من قبل الكبير والصغير في قنوات وإذاعات خارجية هيأنا لهم الجو في نشر غسيلنا وكأننا عاجزون عن حلها رغم ما نعيشه من تطور في ظل عهد قائد مسيرتنا وباني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، كل هذه الأمور نحن من ساهمنا في وجودها ضد اتحادنا ولجانه من قبل المهاجمة الصريحة والفاضحة حتى وإن كان الاتحاد لا علاقة له بالأمر، بالإضافة إلى الانتقاص والتجريح والدخول في الذمم في كثير من الأحيان حتى وصل الأمر بنا إلى المطالبة بحل الاتحاد المنتخب رغم الفترة القصيرة التي قضاها من قبل رؤساء الأندية الذين هم تحت مظلة الاتحاد الذي تنتمي له هذه الأندية الحكومية مما جعل البعض من الدول الأخرى ترمي بأخطائها على اتحادنا كما ظهر في البطولة الخليجية الأخيرة التي أقيمت منافساتها في بلادنا العزيزة والتي غاب عنها الجمهور السعودي نتيجة احتقان كبير يعيشه باستثناء المباراة النهائية، وخذوا على سبيل المثال تصريح الشيخ فهد الأحمد الصباح الذي ذكر بأنه لا يلوم الجماهير السعودية في عدم حضورها نتيجة هذا الاتحاد مع العلم أننا لاعلاقة لنا ولا لاتحادنا بهذا التصريح الذي جاء بعد الهزيمة التاريخية للمنتخب الكويتي ضد المنتخب العماني حول من خلالها الشيخ فهد مسار الهزيمة لمنتخبه لاتحادنا وجماهيرنا في القنوات والأذاعات الخارجية بما في ذلك الاعلامين السعوديين الموجودين في تلك القنوات بما فيها القنوات المحلية. المنتخب السعودي مقبل على مشاركة خارجية متمثلة في البطولة الآسيوية التي ستحتضنها استراليا لازلنا ننخر في عظام هذا المنتخب والقائمين عليه على الرغم من الظروف التي يعاني منها المنتخب، كان ينبغي علينا كمجتمع بميوله وأطيافه ونقاده ومتابعه أن نقفل صفحة الماضي ولو لفترة المشاركة الآسيوية التي يحتاج فيها المنتخب الوطني الوقوف معه صفا واحدا من أجل العوده لمنصة التتويج والظفر بهذه البطولة حتى ولو كانت من قبل مدرب وقتي كما يرى البعض ، لكن الاستمرار في الهجوم والانتقاص ربما يكون سببا واستمرارا لمرحلة الفشل التي نعاني منها كون المنتخب السعودي منتخب يحسب له ألف حساب من قبل المنتخبات المشاركة في البطولة، وهذا في صالح المنتخب متى ما أدركنا ذلك الخوف الذي تعانيه تلك المنتخبات، لكن الاستمرار في الهجوم اللاذع منا لمنتخبنا في هذه الظروف التي يحتاج منا فيها الوقوف معه والشد من أزره لن تزيدنا إلا استمرار في مسيرة مظلمة استمرارا لمسيرة نحن من وضعناها لمنتخبنا من خلال التقليل من اتحادنا ولجانه، والتشكيك في اختيار اللاعبين، والأجهزة الفنية والإدارية، بل تعدى ذلك إلى اختلاق المشاكل لا تسمن ولا تغني من جوع كشارة القيادة، والمشاكل الإعلامية من قبل استضافة بعض اللاعبين القدامى لبث السموم تجاه بعض لاعبي المنتخب قبل بداية البطولات الخارجية، أو حتى الجماهير التي أخذت المنحى من خلال الهتف ضدهم بعبارات خارجة عن الروح الرياضية، الأمر الذي ينعكس على أداء هؤلاء اللاعبين داخل أرضية الملعب ضد المنافسين الذين يستغلون هذا الهجوم منا لصالحهم في النيل من منتخبنا الوطني. المنتخب يحتاج منا في هذا الوقت بالذات إلى وقفة صادقة حتى يعود وينبغي أن نترك الفرصة الكافية لمن يعمل في هذا المنتخب جهاز فني وإداري ولاعبين، والعمل الجاد على إجراجهم وتهيئتهم التهيئة الجادة لخوض منافسات هذه البطولة حتى يتحقق الهدف المنشود بعيدا عن الميول وشعارات الأندية التي أفقدت المنتخب هويته البطولية، وعلينا أن نؤجل كل مالدينا من أمور إلى نهاية هذه البطولة التى أصبحنا نحلم بتحقيقها منذ زمن طويل. فهل نعي ذلك ونترك منتخبنا وشأنه كي يعمل في إعاده هذه الهوية البطولية في البطولة الآسيوية ؟