غادر أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم مناصبهم وخلفوا وراءهم تركة كبيرة من العشوائية والفوضى الإدارية والتخبط في القرارات المفصلية تضررت منها الأندية والمنتخبات وأثرت على مسيرة الرياضة السعودية.. أكثر من تأثر من تلك التركة الثقيلة، وذلك الإرث المحبط هم اللاعبون السعوديون الذين ساهم الاتحاد السابق في انخفاض مستوياتهم وتراجع عطائهم وضعف شخصيتهم وبحثهم عن ذواتهم وانعكس ذلك على مشاركتهم في منتخب بلادهم.. الاتحاد السعودي السابق بكل ألم ومرارة كان له دور مباشر في تراجع مستوى وعطاء اللاعب السعودي، ولكن ولأن اللاعب الحلقة الأضعف كان يحمل وحده كل الإخفاقات وينعت بأشنع الصفات.. فقد عانى اللاعبون من سوء البرمجة وضغط المباريات وتوالي المشاركات وتعدد المسابقات مع الأندية والمنتخبات حتى بات اللاعب السعودي اللاعب الوحيد في العالم الذي لا يتوقف عن اللعب طوال العام، ولا يأخذ إجازات مثل الآخرين.. كذلك اللاعبون والمنتخبات السعودية تضرروا من سوء التخطيط في لجنة المنتخبات السابقة وسوء اختيارات المدربين الأكفاء وتحميل اللاعبين مسئولية إنجاح هؤلاء المدربين، هذا غير جعل الفئات السنية اختبارا لقدرات المدربين الوطنيين!!.. كذلك الاتحاد السعودي وتحديداً إدارة المنتخبات وضعوا اللاعبين في فوهة المدفع ووقفوا موقف المتفرج على الاتهامات الباطلة التي تطال لاعبي المنتخب والانتقاص منهم ومن ذواتهم وإنسانيتهم حتى وصل اللاعب السعودي لقناعة أن البقاء في ناديه أفضل له لأن إدارة ناديه سيدافعون عنه وينتصرون لكرامته ولا يسمحون لأي من كان من المساس بشخصيته.. حتى في حقوق اللاعبين الاتحاد السعودي السابق بكل أسف وقف مع الأندية ضد اللاعبين بسن أنظمة جديدة تضرر منها اللاعبون في التلاعب في عقودهم وضياع أموالهم، ولم يجدوا من يقف معهم او ينتزع لهم حقوقهم.. هذه بعض الأخطاء والسلبيات التي وقع فيها الاتحاد السعودي السابق قبل مغادرته، ولا يعنيني إن كانت تلك الاستقالة شجاعة أم هروب من تحمل المسئولية، ولكن الذي أنا متأكد منه أنهم غادروا وهم سبب مباشر في ضياع هيبة اللاعب والمنتخب السعودي بعد سلسلة من الإخفاقات الإدارية كل طرف يرميها على الآخر يغطيها ويكسوها المصالح الشخصية، والضحية اللاعبون والمنتخبات السعودية. إضاءات في الثمانيات بعد انتهاء مباراة المنتخب السعودي أمام المنتخب الاسترالي وهزيمة منتخبنا وخروجنا المحبط وضياع الأمل في الوصول لنهائيات كأس العالم القادمة في البرازيل ضجت القنوات الرياضية والبرامج الحوارية في تحليل تلك الهزيمة القاسية والحديث عن ذلك الخروج المرير.. وكالعادة ظهرت الفوضى وغابت الواقعية في تفنيد الأسباب الحقيقية لهزيمتنا، وهذا بكل أسف واقع الكثير من برامجنا الرياضية التي أصبحت مرتعاً للمتعصبين والغوغائيين الذين ساهموا في تشويه صورة الإعلام الرياضي وشاركوا وبشكل مباشر في تراجع رياضتنا.. استمعت واستمتعت بمداخلة الأسطورة العالمي سامي الجابر في برنامج المجلس وتابعت واستفدت بما طرحه الدكتور عبدالعزيز الخالد والكابتن السابق فيصل أبوثنين في برنامج في الثمانيات الخميس الماضي.. هذا الطرح وهذه اللغة وتلك الرؤى هي ما تحتاجها الرياضة السعودية في هذه المرحلة الانتقالية؛ حيث إنها شخصت واقعنا الرياضي بصورته الحقيقية وأظهرت الدروس المستفادة من المرحلة الماضية وقدمت الحلول المناسبة الوقتية والمستقبلية.. بصراحة، أزعم ان ما تحدث به الأسطورة سامي وما طرح في برنامج في الثمانيات ما هو إلا ورقة عمل واضاءات لمن يبحث عن الحلول لطريق العودة لماض مجيد عاشته الرياضة السعودية.. وان الحاجة لمثل هذا البرنامج وذلك الطرح أصبح ملحا في هذا الوقت بالذات؛ لأن المرحلة لا تحتاج إلى المزيد من الانكسارات بعد ان يئسنا من طرح المتعصبين والمشجعين وتضررنا من طرحهم الغارق في الميول الذي لا يتعدى المطالبة في ضم لاعب ما للمنتخب والاعتراض على إشراك لاعب آخر في تشكيلة المنتخب ومن يستحق يحمل إشارة الكابتنية ومن لا يستحقها!!. نقاط سريعة - بدأت الأندية السعودية مشوارها في البطولة الآسيوية الذي سوف يتعامل من هذه الأندية مع مباريات الذهاب والإياب بالشكل الصحيح راح يصل لدور ال16 بأريحية. - أزعم ان الهلال يمتاز عن البقية بوجود عدد من اللاعبين الذين بإمكانهم ان يؤدوا بنفس الأسلوب وهذا يساعد في تدوير اللاعبين، وبالتالي يتحاشى الهلاليون مشكلة ضغط المباريات. - الأمير نواف بن محمد تحدث عن أمور فنية في المنتخب فهب المتعصبون بالهجوم عليه ولأنهم متناقضون أسأل: أين كانوا عندما اتهم ياسر والعابد بالمنشطات وهم في المنتخب ؟ ولماذا سكتوا عندما وصف المتحدث الرسمي في نادي النصر ياسر القحطاني ونايف هزازي بوصف غير لائق وهما أيضا في المنتخب ؟!!. - قناة لاين سبورت ومن خلال برنامج ديوانية لاين أحرجت وزارة التربية والتعليم بالتركيز على لاعب في لعبة جماعية وتتجاهل الطفل المعجزة عبدالرحمن الحمدان الذي تفوق في لعبة فردية وفي بطولة اولمبية وعالمية وحصد عدة ميداليات ذهبية!!. - من خلال مداخلته في برنامج مساء الرياضية شخص اللاعب السابق ماجد عبدالله مشكلة الرياضة السعودية في نوعية المدربين وسرعة انضمام اللاعبين للمنتخب وهذا فكر قديم تجاوزه العصر الحديث. - يبدو أن رئيس الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء الجديد ذكي جداً فقد عرف كيف يكسب ود المناهضين ويغير نظرتهم اتجاه الاتحاد بالزيارات والدعوات والاستضافة المجانية!!.