خلق الله تعالى الإنسان، وأوجده من العدم، وفضله على جميع خلقه وأورثه الأرض ونعمها. وقد أرسل الله تعالى الرسل مبشرين ومنذزين، فآمن من آمن، وكفر من كفر؛ وبهذا تنوعت بقاع الأرض من حيث قدسيتها ومكانتها. فاختار الله عزوجل مكةالمكرمة لتكون أقدس بقاع الأرض. حيث تتقدم مكةالمكرمة على سائر بلدان العالم قاطبة، فهي مهبط الوحي، وهي الحرم الآمن، وأم القرى، ومكان نزول القرآن الكريم بداية، وابتداء ظهور الإسلام، ولايحمل فيها سلاح إلا للضرورة، ويحرم صيدها وتتضاعف الحسنات بها، ولايدخلها الدجال. فيها قال المصطفى - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: (والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ماخرجت). رواه الترمذي. وقد ورد اسم مكة بلفظ (بكة) وذلك في قوله تعالى (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين) سورة آل عمران آية (96). وقد ذكر القرآن الكريم أسماء عديدة لها، منها: الوادي، معاد، البلدة، البلد، القرية. وتعدد الأسماء يدل على عظم المسمى. قدم إليها سيدنا إبراهيم - عليه السلام- وتفجرت بها ماء زمزم مابين قدمي الرضيع إسماعيل عليه السلام في الوادي وقد اشتد به وبأمه الظمأ- عليهما السلام -، وقد مر المسجد الحرام بتوسعات عديدة، أكبرها توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه. تلكم بعض مآثر هذه البلدة المباركة.. مكةالمكرمة التي اختارها الله عزوجل من بين كل بقاع العالم وجعلها مهوى أفئدة المسلمين إلى يوم الدين وقبلة للمسلمين أجمعين؛ ولتكون أقدس بقعة على الإطلاق. جعلنا الله ممن يعظم شعائره، ويعرف قدرها آمين.