يروي الكاتب احمد محسن في روايته ( وارسو قبل قليل) الصادرة حديثا عن دار «نوفل» التابعة لدار «هاشيت أنطوان» العربية للنشر، قصص الشتات بين وارسووبيروت عبر سيرة أجيال مزقتها الحرب وذلك عندما يبدأ أحمد محسن بسرد حكاية بطل في زمن تشوهت فيه معاني البطولة وعن ذلك الحفيد الذي ورث روح عازف ورقّة ضحية حتى تمزق بين وطنين وهويتين وأكثر من امرأتين. كما ورث كل اسئلة الهوية عن جده وورث عنه التيه أيضا. ومن خلال روايته نتعرف على يوزيف، اليهودي الذي وفّره الموت النازي في بولندا عندما سكن منزل شوبان ولاحقا هجر «وارسو»المدينة المتعثرة بذاكرتها، كما سيرفض الانتماء لوطنٍ مستحدَث حول ضحايا أبناء جلدته جلادين، لينتهي به المطاف في بيروت البعيدة، حيث يقيم ويُنشئ شيئاً يشبه العائلة، عائلةٌ لن يبقى منها سوى حفيد. جوزيف، الذي يعيش على أرضٍ أخرى وفي زمنٍ آخر، فهذه رواية عن بطل في زمن تشوّهت فيه معاني البطولة، وعن حفيد أصبح ضحية، فتمزّق بين وطنين وهويتين. جوزيف ورث كلّ أسئلة الهوية عن جده، ورث عنه التيه، كما ورثته بيروت عن وارسو. الكاتب أحمد محسن إلى جانب عمله في الصحافة اللبنانية نشر نصوصًا أدبية وقصائد في مطبوعاتٍ أدبية وثقافية متخصّصة. وتعتبر رواية «وارسو قبل قليل» عمله الثاني بعد صانع الألعاب (2012) المُدرجة على اللائحة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2014 – 2015 عن فرع المؤلف الشاب.