فازت رواية «علي الأميركاني» (دار الساقي) للكاتبة اللبنانية الزميلة هالة كوثراني بجائزة أفضل رواية عربية في معرض الشارقة للكتاب، وكانت رُشحّت لهذه الجائزة روايات عربية عدّة، ينتمي أصحابها إلى أجيال مختلفة. وفي هذه الرواية، عالجت صاحبة «الأسبوع الأخير» قضايا الهوية واللاإنتماء في وطن وزّع أبناءه بين المنافي الخارجية (علي) والمنافي الداخلية (شيرين). عودة علي من أميركا تُشكّل الحدث الذي منه انبثقت أحداث الرواية. فبعد أن تلتقي الراوية شيرين بحبيبها الأول العائد من سفره الطويل، صدفةً، في مكتبة نعمة يافث في الجامعة الأميركية في بيروت، تعقد معه اتفاقاً يقضي بأن يُساعدها في تنفيذ مشروع حياتها بأن تُصبح كاتبة، من خلال تدوين ما يرويه لها، على أن تجعله بطل روايتها. هكذا يعودان إلى «البيت الكبير» في الجنوب حيث تسهل عملية التذكّر في المكان المتصّل بالجذور، بالطفولة، بالفترة الجميلة ما قبل الحرب والمنفى. علي، الشاب العربي اللبناني المسلم الذي أكسبته غربته صفة أخرى هي ليست إلاّ نقيضاً من ذلك «الأميركاني»، يبدو تائهاً بين التناقضات التي تتقاسمه، والهويات التي تقتله. وبدلاً من أن يكون بطل رواية شيرين درويش ومن ورائها هالة كوثراني يظهر علي الأميركاني كبطل مُضاد غير قادر إلاّ على تجرّع شعوره بالغربة وألم المنفى، حتى بعد عودته إلى دياره. أمّا حال الراوية شيرين فلا يختلف كثيراً عن «بطلها» علي، فهي أيضاً تعيش في منفاها الداخلي الذي وضعها فيه المجتمع، إلاّ أنّها حاولت أن تُحارب دمارها النفسي من خلال عمارتها الروائية التي ظلّت تبنيها على امتداد الرواية الواقعة في 174 صفحة. ومن خلال صورة هذين البطلين، أرادت الكاتبة أن ترسم سيكولوجية ضحايا حرب لم ترأف بمن أبقتهم على قيد الحياة، بل رمتهم صَرعى أسئلة المنافي والهويات القاتلة.